دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاعتداءات بالأسلحة الثقيلة والصواريخ في تعز، مشيراً إلى أن التقارير تفيد بأن الصواريخ «استهدفت سوقاً مكتظة في المدينة» وهي «هجمات محظورة بشكل كامل» باعتبارها تستهدف مناطق مدنية. وشدّد على أن «استهداف المناطق المدنية يشكّل خرقاً للقانون الإنساني الدولي» وحض الأطراف على الاحترام الكامل لواجباتهم»، كما دعا إلى إجراء تحقيق مستقل لضمان خضوع مرتكبي هذه الاعتداءات للعدالة. وطالب بان كي مون الأطراف المشاركة في مشاورات الكويت ب «التفاوض بنيّة جيدة والعمل العاجل مع المبعوث الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد». في غضون ذلك، واصلت ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أمس، قصف الأحياء السكنية في مدينة تعز، فيما ارتفع عدد القتلى جراء استهداف أحد أسواق المدينة إلى أكثر من 23 قتيلاً، إضافة إلى عشرات الجرحى بينهم نساء وأطفال، وسط مناشدات حكومية وشعبية للأمم المتحدة، لجهة وضع حد لهجمات المتمردين وإلزامهم بإنهاء حصار المدينة واحترام اتفاق وقف إطلاق النار. واشتدت المواجهات بين القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للحكومة من جهة، وميليشيا الحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى في مختلف جبهات محافظة تعز وعلى امتداد المناطق التي تفصلها عن محافظة لحج الجنوبية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين. وأكدت المصادر مقتل مدني وإصابة عشرات آخرين جراء قصف حوثي أمس على أحياء «كلابة وثعبات والجحملية وبير باشا» في مدينة تعز بالتزامن مع معارك ضارية بين القوات الحكومية والمتمردين دارت في الجبهة الشرقية من المدينة «عند مبنى الهلال الأحمر والإذاعة والتموين العسكري في حي ثعبات». وأضافت المصادر «أن قوات الجيش والمقاومة صدت هجوماً للحوثيين في المناطق المحيطة بمقر معسكر للواء 35 مدرع ومنطقة الضباب غرب المدينة». إلى ذلك، شن نشطاء وصحافيون يمنيون حملة في مواقع التواصل الاجتماعي منددة بالانتهاكات والمجازر التي ترتكبها ميليشيات الحوثي وصالح في مدينة تعز وغيرها من المحافظات. وأعربوا عن قلقهم واستيائهم الشديد من موقف الأممالمتحدة من هذه الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين في جميع المحافظات اليمنية. كما أطلقوا على موقعي «فايسبوك» و «تويتر» هاشتاغ يحمل عنوان (#الأمم#المتحدة#تقتل#تعز)، معبرين عن عدم رضاهم عن دور الأممالمتحدة في عملية تحقيق السلام. وطالبت الحكومة اليمنية الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بوقف مجازر الحوثيين وقوات صالح ضد المدنيين في تعز، وقالت في بيان رسمي «إن عمليات القصف المتواصلة للأسواق الشعبية وتجمعات المواطنين بصواريخ الكاتيوشا وفي مدينة تقبع تحت حصار خانق، تجعل المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي». وأضافت» أن الميليشيا الانقلابية ترتكب المجازر غير مكترثة بالمشاورات السارية في دولة الكويت الشقيقة، ولم تتوقف يوماً عن قصف الأحياء السكنية منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في العاشر من أبريل الماضي». في السياق نفسه، تظاهر المئات من سكان تعز صباح أمس، منددين بالقصف الحوثي وبموقف المجتمع الدولي والإقليمي، داعين الحكومة إلى «الانسحاب من مشاورات السلام المنعقدة في الكويت التي ترعاها الأممالمتحدة». وكانت لجنة الأسرى والمعتقلين المنبثقة من وفدي المفاوضات واصلت أمس في الكويت مشاوراتها استمراراً للمساعي الرامية إلى إطلاق دفعة أولى من المعتقلين لدى الفريقين، مع دخول شهر رمضان. وأفادت المصادر الحكومية الرسمية بأن ثلاثة من أعضاء الوفد الحكومي في مشاورات الكويت، عادوا أمس إلى الرياض وحضروا اجتماعاً موسعاً عقده الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لهيئة مستشاريه بحضور نائبه الفريق علي محسن الأحمر ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر. وذكرت المصادر» أن أعضاء الوفد قدموا في الاجتماع إيضاحات لمختلف الخطوات والحيثيات التي رافقت سير المشاورات منذ بدايتها «، وقالت إن الرئيس هادي شدّد على أن حكومته «تتطلع إلى سلام حقيقي يؤسس لمستقبل آمن للأجيال القادمة لبناء اليمن الاتحادي الجديد وليس إلى سلام هش يحمل في طياته بذور صراعات قادمة».