شنت طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، امس السبت، غارات جوية على مواقع المتمردين بمحيط دار الرئاسة في منطقة النهدين بالعاصمة صنعاء، إضافة إلى قصف تجمعات الحوثيين في منطقة الستين شمالي تعز. وذكرت مصادر أمنية ل"الرياض" أن طيران التحالف شن غارات عدة على مواقع في مسقط رأس الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في منطقة سنحان كما قصف أهدافا في منطقة بلاد الروس جنوبالمدينة. وأضافت المصادر أنه سمع دوي انفجارات من جراء الغارات على صنعاء، لأكثر من ساعتين، بعد استهداف طيران التحالف مخازن سلاح في معسكر النهدين، جنوبي العاصمة صنعاء. وجدد الطيران امس غاراته في محيط دار الرئاسة والنهدين لليوم الثالث على التوالي. وقصفت طائرات التحالف مواقع وتجمعات للحوثيين والقوات الموالية صالح في منطقة الستين شمالي تعز. واستهدفت غارتان منطقة كثيفة بالأشجار، يعتقد أن الحوثيين استحدثوا فيها مستشفى ميداني، بالإضافة إلى تواجد عدد من المصفحات مكان القصف. وشهدت مدينة تعز اشتباكات عنيفة ليل الجمعة وصباح السبت بين القوات الموالية للشرعية من جهة وميليشيا الحوثي وصالح من جهة أخرى، أدت إلى وقوع عدد من الضحايا، بينهم مدنيون. وتركزت الاشتباكات في منطقة الدحي والزنوج والاربعين وثعبات والجحملية. وكان قتل قرابة 29 وجرح العشرات من ميليشيا الحوثي وصالح في مواجهات مع المقاومة وغارات لطيران التحالف في مناطق مختلفة من محافظة تعز يوم الجمعة. وقالت مصادر عسكرية ل"الرياض" ان عدد القتلى سقطوا في غارات لطيران التحالف اذ قصف الطيران ميناء المخا بثلاثة صواريخ أحدها من البوارج البحرية وتم تدمير مخازن أسلحة وعربة بمن كان على متنها كانت تقف امام بوابة الميناء. كما قصف الطيران نقطة تابعة للميليشيا في مفرق موزع غرب تعز وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى. اما الاشتباكات مع المقاومة الجمعة فقد دارات بحي الدحي غرب المدينة والاحيوق والرحاب في مديرية الوازعية غرب تعز. كما شهدت منطقة المرور غربي تعز وكذا منطقة الجحملية وحوار منزل صالح شرقي تعز معارك طاحنة أسفرت عن سقوط قتلى و جرحى من الطرفين. وقتل 5 وجرح 16 من رجال المقاومة الشعبية في المواجهات مع ميليشيات الحوثي وصالح في مناطق متفرقة من محافظة تعز في تلك المواجهات. وذكرت مصادر في المقاومة ان مقاتليها يخوضون معارك عنيفة مع الحوثيين وقوات صالح في منطقة الرحاب الواقعة بين منطقة الاحيوق ومنطقة الشقيراء مركز مديرية الوازعية غرب تعز سقط فيها عدد كبير من القتلى والجرحى من الميليشات وذلك بعد ان تمكنت المقاومة من تطهير منطقة الاحيوق في الوازعية. كما طهرت المقاومة منطقة قحفة الطويل وقحفة مهرة وشريرة العلياوالعقيبات بمنطقة راسن عزلة الشمياتين غرب تعز. واكدت مصادر عسكرية وفي المقاومة انه وبعد فشل ميليشيات الحوثي وصالح التسلل الى الشمايتين والوصول الى منطقة التربة عن طريق الوازعية، تسلك طريق جديد عبر الراهدة حيفان في محاولة للوصول الى الحوطة في محافظة لحج . اذ تفيد المصادر ان ميليشيا الحوثي وصالح قامت بإدخال كمية سلاح كبيرة الى مديرية حيفان من الراهدة، ويتم تأمين احد الطرق الفرعية التي تربط المنطقة بمناطق لحج. هذا فيما قتل 3 مدنيين بينهم امرأة وجرح 7 اخرين جراء القصف العشوائي المستمر من قبل الحوثيين وقوات صالح على الاحياء السكنية في مدينة تعز. وتعرض عدد من الاحياء لقصف عنيف واستهدف القصف أحياء ثعبات والعواضي وجبل الضربة وقرى جبل صبر. وفي محافظة البيضاء، شن مقاتلو المقاومة الشعبية هجوما واسعا على مواقع الحوثيين وقوات صالح المتمركزة في مناطق بالمحافظة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وذكرت مصادر عسكرية ومحلية ل"الرياض" ان مقاتلات التحالف قصفت مواقع ميليشيا الحوثي وصالح في محور كريش شرقي مديرية مكيراس في محافظة البيضاء. وكانت ميليشيات الحوثي وصالح تمكنت من السيطرة على احد المواقع التابعة للمقاومة في مكيراس الجمعة. وأضافت المصادر أن قوات الشرعية والمقاومة انسحبت صباح أمس الجمعة، بشكل تدريجي من مواقعها وسط وأسفل «عقبة ثرة وطريق امبعالة» وهي مناطق محاذية لمحافظة أبين الجنوبية. وحاولت ميليشيا الحوثي بعد عصر الجمعة التمدد الى الطريق السالك الى مديرية لودر التابعة لمحافظة أبين، عبر عقبة ثرة، وهو الأمر الذي يمثل خطورة على المكاسب التي حققتها المقاومة والجيش الوطني وبإسناد التحالف في المحافظاتالجنوبية خلال الشهور الماضية. وحذرت مصادر عسكرية من التساهل في جبهة مكيراس كونها تفتح الباب امام ميليشيات الحوثي وصالح للعودة الى محافظة ابين في جنوب البلاد. وشن طيران التحالف غارات على تجمعات ومواقع قتالية بمدينة وقرى مكيراس بالبيضاء من بينها منزل لأحد أبناء المنطقة والذي حول منزله الى مخزن للسلاح والذخيرة لإمداد مقاتلي الحوثي. وفي محافظة صنعاء، استهدف التحالف مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي وصالح في منطقة العرقوب في المحافظة نفسها، وهو خط الإمداد للميليشيات في مأرب. كما عززت السلطات من إجراءاتها الأمنية، وأقامت العديد من نقاط التفتيش على مداخل مدينة مأرب لمنع تسلل الحوثيين وعناصر إرهابية تابعة لداعش والقاعدة. وتستعد قوات التحالف والمقاومة الشعبية لملاحقة الحوثيين في آخر جيوب لهم على أطراف المحافظة. وفي عدن اغتال مسلحون مجهولون مواطنا إماراتياً يعمل مع الهلال الاحمر. وقالت مصادر امنية إن إماراتياً ترجل من على متن أحد السيارات المدرعة، التي كان يستقلها مع زملاء آخرين له، لشراء بعض الحاجيات في سوق بالمنصورة قبل أن يباشره مسلح مجهول بوابل من النيران، ويرديه قتيلاً. وذكرت المصادر بأن المسلح كان برفقة مسلحين آخرين أطلقوا النار -أيضاً- على سيارة الإماراتيين ولا ذوا جميعاً بالفرار. وفي مدينة الحديدة اغتالت ميليشيات الحوثي رجل أعمال يمني، مساء الجمعة. وذكرت مصادر محلية ان رجل الأعمال محمد أحمد العاقل توفي متأثراً بجراحه بعد إصابته فجر الجمعة للإصابة برصاص ميليشيا الحوثي عند خروجه من مقبرة الحمادي في شارع الستين المجاور لمبنى جهاز الأمن السياسي بالمحافظة. من جانب اخر تسلم الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، امس السبت، دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يدعوه فيه للمشاركة في جولة مشاورات جديدة مع الحوثيين وصالح. وسلّم الدعوة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أثناء استقبال الرئيس هادي له ظهر امس في الرياض، بحسب مصدر في الرئاسة اليمنية. وقال مصدر حكومي إن الرسالة أكدت أن المشاورات ستتناول "تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، وفقاً لثلات مرتكزات، هي المبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن ومخرجات الحوار الوطني". كما أكد، أن الحكومة اليمنية ستعقد اجتماعاً بهذا الخصوص، لدراسة دعوة الأمين العام للأمم المتحدة. ووصل المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد، الرياض، الجمعة، لبحث استئناف مفاوضات حل الأزمة اليمنية. وكانت الأممالمتحدة قد رحبت بقبول الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بتنفيذ القرار الأممي 2216، أرسلاها عبر خطابين للأمين العام للأمم المتحدة قبل أيام. ووضع الحوثيون شروطا عديدة لتنفيذ القرار، أبرزها اسقاط العقوبات المفروضة على "صالح ونجله وقيادات حوثية"، وهو ما رفضته الحكومة الشرعية. فيما اشترط الرئيس هادي بدوره، خلال لقائه سفراء الدول ال 18 في اليمن، تنفيذ الحوثيين للقرار دون شروط أو تسويف، كما دعا المجتمع الدولي للضغط في هذا الاتجاه.