توصل باحثون إلى تحديد الجين الذي يجعل الفراشات قادرة على تغيير مظهر اجنحتها للتخفي، مثل أن تجعلها سوداء اللون للتماهي مع لون اغصان الشجر. ويعرف عن انواع من الفراشات انها تغير لون اجنحتها من الالوان الزاهية الى ما يشبه لون اغصان الشجر، وخصوصا نوع يعرف بالفراشات المفلفلة يعيش في بريطانيا. وفي القرن التاسع عشر، حين دخلت الثورة الصناعية الى المدن الانكليزية، اصبحت اغصان الاشجار مكسوة بغبار الفحم الاسود، وصار لونها قاتما اكثر. وللتكيف مع الواقع الجديد، اصبحت هذه الفراشات تغير لونها الى لون داكن اكثر، يشبه اللون الجديد للشجر. وتمكن ايليك ساكشيري الباحث في جامعة ليفربول وزملائه من الكشف عن الجين المسؤول عن تغير لون الفراشات وقدرتها على التخفي. وبحسب الدراسة المنشورة الثلثاء في مجلة "نيتشر" البريطانية، بدأت هذه الجينة بالتطور اعتبارا من العام 1819، مع انطلاق الثورة الصناعية. وتحدثت دراسة نشرت الثلثاء في المجلة نفسها اعدتها نيكولا نادو الباحثة في جامعة "شيفيلد" البريطانية عن هذا الجين ايضا ودوره في تغير الالوان والنقوش على اجنحة فراشات كبيرة تعيش في المناطق المدارية. وهذا التغير هدفه دائما التخفي من الانواع المفترسة. وقالت الباحثة: "من المثير للاهتمام ان هذه الجينة نفسها هي المسؤولة عن تغير اشكال الاجنحة والوانها" عند انواع مختلفة من الفراشات. واضافت: "يشير هذا الامر الى ان هذا الجين يقوم بالدور نفسه لدى هذا النوع من الحشرات، وانه قد يكون مسؤولا عن تغييرات مماثلة لدى انواع اخرى ايضا من الفراشات".