أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان للمرة الأولى الذي شدد على معارضته لاستخدام المرأة «وسائل منع الحمل» لأنها «خيانة»، حصول «حزب العمال الكردستاني» على أسلحة متطورة روسية الصنع، يستخدمها في قتاله ضد الجيش التركي. لكن ناطقاً باسم الحكومة التركية اعتبر أن أنقرةوموسكو «لا تحظيان بترف التضحية بعلاقاتهما»، مشدداً على أنهما قادرتان على إصلاحها في وقت وجيز. وكانت السلطات التركية حاولت إنكار استخدام «الكردستاني» أسلحة روسية، ساهمت في إسقاط مروحية للجيش قبل أسبوعين في جنوب شرقي البلاد. لكنها اضطُرت إلى الإقرار بذلك، بعد بثّ الحزب شريط فيديو للحادث، يظهر فيه طراز السلاح المضاد للطائرات المُستخدَم. وقال أردوغان، في إشارة إلى «الكردستاني»، إن «لدى الإرهابيين الآن مضادات جوية وصواريخ تسلّموها من روسيا». وأضاف أثناء زيارته مدينة دياربكر جنوب شرقي تركيا أن «المنظمة الانفصالية الإرهابية تسلّمت هذه الأسلحة عبر سورية والعراق»، في إشارة إلى قوات الحماية الكردية السورية التي تعتبرها أنقرة امتداداً ل»الكردستاني» في سورية وتنظيماً إرهابياً. وعلّق ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، على تصريحات الرئيس التركي: «حين يقول أحدهم شيئاً، ليُقدّم دليلاً» على دقّته. ونبّه محلّلون إلى أن وصول أسلحة روسية متطورة إلى المسلحين الأكراد في سورية وتركيا، سيضع الجيش التركي أمام مأزق، إذ سيُفقده القدرة على استخدام سلاح الطيران ضدهم. اتهامات أردوغان تزامنت مع إدلاء نعمان كورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم الناطق باسم الحكومة، بتصريحات مهادنة إزاء موسكو، في نأي عن لهجة حادة سادت بعد إسقاط أنقرة مقاتلة روسية فوق الحدود السورية العام الماضي. وقال: «لا تركيا ولا روسيا تحظيان بترف التضحية بعلاقاتهما. كنت أتمنى ألا تحدث هذه التوترات أبداً، لكنني أعتقد بأن إصلاح العلاقات التركية - الروسية ممكن في وقت وجيز. لا أعتقد بأن التوتر والمشكلات بيننا، لا يمكن تجاوزها أو إصلاحها. آمل بتسوية هذه القضايا من خلال حوار». وأضاف: «لو أن الطيران التركي علِم أنها (مقاتلة) روسية، لتصرّف في شكل مختلف. تركيا لم تُسقِطها عمداً». واعتبر مراقبون تصريحات كورتولموش «رداً بالمثل» على أسلوب مخفّف طرح من خلاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شروط بلاده للمصالحة مع تركيا، خلال زيارته اليونان قبل يومين. في غضون ذلك، أشار الكاتب عبدالقادر سلفي، المقرّب من الحكومة التركية، إلى إعدادها خططاً جديدة للتعامل مع «الكردستاني»، بناءً على تعليمات من أردوغان. ولفت إلى أنها تعتمد على خطط ضرب استباقية للجيش في خمسة مواقع جنوب شرقي تركيا، لمنع تسلّل مسلحين إلى تركيا من سورية وشمال العراق. وأضاف أن الحديث عن تسوية سلمية مع الحزب لن يُعاوَد قبل إنهاكه عسكرياً، في غضون نحو سنتين، ما يجعل أنقرة في حاجة أكبر إلى وقف تسليم «الكردستاني» أسلحة متطورة، إذا أرادت إنجاح خطتها العسكرية. على صعيد آخر، اعتبر أردوغان أن على المسلمين تجنّب اتباع أي برنامج لتحديد النسل أو تنظيم الأسرة، مكرّراً دعوته إلى زيادة عدد الأتراك. وقال: «سنضاعف أعداد أحفادنا، ونزيد نسلنا. يحدثوننا عن تنظيم الأسرة وتحديد النسل، ولكن لا يمكن لأي عائلة مسلمة انتهاج أيّ من هذه الأساليب. نسير على سنّة الله ورسوله، وهذا الواجب مُلقى على كاهل الأمهات». وكان الرئيس التركي اعتبر أن على النساء أن يُنجبن ثلاثة أطفال على الأقل، ورأى في منع الحمل نوعاً من «خيانة»، كما طرح اقتراحات لفرض قيود على الحق في الإجهاض، وأغضب ناشطات بعدما رأى أن النساء لسن متساويات مع الرجال.