تجددت المعارك بين «داعش» و «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم مقاتلين أكراداً وعرباً في ريف الرقة شمال شرقي سورية، في وقت اتهم تكتل إسلامي هذه «القوات» ب «الخيانة» بعد فترة من اعتباره تنظيم «داعش» أنه «خوارج وفئة مشبوهة»، في وقت واصل الطيران الروسي غاراته على مدينة الشيخ مسكين دعماً لقوات النظام في معاركها ضد مقاتلي المعارضة في ريف درعا. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الاشتباكات العنيفة تجددت أمس «بين قوات سورية الديموقراطية من طرف، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في ريف بلدة عين عيسى، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وتشهد المنطقة منذ فجر 30 الشهر الماضي اشتباكات عنيفة بين الطرفين، ترافقت مع تفجير عربتين مفخختين من قبل التنظيم في المنطقة. وأفاد «المرصد» أول امس بمقتل 16 من «داعش» و21 مقاتلاً من «قوات سورية الديموقراطية» التي تتكون من «وحدات حماية الشعب» الكردي و «جيش الثوار» وفصائل عربية، كان بينهم 9 مقاتلين من «الوحدات الكردية»، قضوا جميعاً منذ هجوم تنظيم «داعش» على مدينة عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي. وكان بين القتلى 3 أطفال من «أشبال الخلافة» وصلت جثثهم إلى مشافي بمدينة الرقة كانوا قتلوا خلال اشتباكات مع «قوات سورية الديموقراطية». واستعادت «وحدات حماية الشعب» مدينة عين عيسى الواقعة في الريف الشمالي الغربي لمدينة الرقة في تموز (يوليو) الماضي بعد 48 ساعة من سيطرة التنظيم عليها، إثر هجوم نفذه عناصر التنظيم حينها بعد سيطرة «الوحدات» على المدينة، ذلك ضمن سلسلة هجمات مباغتة ومتزامنة بدأها التنظيم في الفترة ذاتها على تمركزات ل «الوحدات» من محيط جبل عبدالعزيز عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة الحسكة، مروراً بمنطقة عين عيسى وريفها، ووصولاً إلى محيط بلدة صرين الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لحلب. وفي الغضون، أعلن «مجلس شورى أهل العلم في الشام» ان «قوات سورية الديموقراطية» التي «أعلنت الحرب على الفصائل الثورية الجهادية في سورية»، فصيل «خائن لله ولرسوله وللمؤمنين، وعميل لأعداء الملة والدين والأمة، يجب قتالهم وتحذير الأمة من مشروعهم، ويحرم الانضمام إليهم، والتعامل معهم من قريب أو بعيد، وينظرون لإعلان توبتهم، وحل هذا الفصيل الظالم لنفسه وأمته، فإن لم ينزعوا عما فيهم، ولم يعلنوا التوبة والرجوع للحق، يقاتلون حيثما ثقفوا». وكان «مجلس الشورى» أعلن في بيان سابق وقعت عليه 28 شخصية دينية بينهم «أبو العباس الشامي» و «أبو بصير الطرطوسي» اعتبر فيه «داعش فئة خوارج مشبوهة محل ريبة، وإن رفعت شعارات الإسلام والخلافة». في ريف حلب، قال «المرصد» ان طائرات حربية يعتقد انها روسية قصفت مناطق في منطقة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي وأطراف قريتي العلقمية والمالكية بريف حلب الشمالي الشرقي والتي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، في وقت سمع دوي انفجار عنيف في قرية النجارة شمال مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي، ناجم عن تفجير التنظيم عربة مفخخة في المنطقة و «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين». وتابع «المرصد»: «سقطت عدة قذائف أطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في احياء شارع تشرين ومساكن السبيل والأشرفية بمدينة حلب، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، كذلك قصفت الفصائل الإسلامية مناطق في حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي بمدينة حلب، ما أسفر عن استشهاد مواطن وسقوط عدد من الجرحى بينهم مواطنات». وفتحت الوحدات الكردية، نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في طريق الكاستيلو شمال حلب، ما أدى إلى قطع الطريق. وقام فريق من «الهلال الأحمر السوري» بتأمين عبور 8 حالات إنسانية من معبر كراج الحجز باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام بأحياء حلب الغربية، وبالمقابل إدخال 3 أشخاص إلى الاحياء الشرقية لحلب، والخاضعة لسيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة كانوا قد أنهوا العلاج، في حين استشهد شخص يعتقد أنه من الدفاع المدني، ومعلومات عن 4 شهداء آخرين وسقط عدد من الجرحى، نتيجة قصف جوي تعرضت له مناطق في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي صباح امس. في ريف دمشق، قال «المرصد» ان «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة اخرى، في محيط مزارع عالية وكرم الرصاص، قرب مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، في وقت قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة ان «الثوار تصدوا لعملية تسلل قوات الأسد على جبهات مدينة داريا بالغوطة الغربية بريف دمشق، وكبَّدوهم خسائر». وذكر لواء «شهداء الإسلام»، أن مقاتليه أحبطوا عملية تسلل لقوات الأسد بالجبهة الشمالية الغربية لمدينة داريا لليوم الثاني على التوالي، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى». وبين دمشق والاردن، قال «المرصد» امس انه «ارتفع إلى 12 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية يرجح أنها روسية منذ صباح اليوم (امس) على مناطق في بلدة الشيخ مسكين، ترافق مع استمرار القصف المكثف من قبل قوات النظام على مناطق في البلدة». وعثر على جثمان مواطنة من ذوي الاحتياجات الخاصة مقتولة على أطراف بلدة الشيخ مسكين. واتهم نشطاء قوات النظام بإعدامها ميدانياً في أطراف البلدة، بينما قصفت قوات النظام مناطق في بلدتي ابطع ونوى، ما أدى إلى مقتل رجلين اثنين وسقوط عدد من الجرحى.