بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس مع ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي وصل إلى القاهرة أمس، في تمتين العلاقات بين البلدين في مواجهة التحديات التي تعانيها المنطقة، لا سيما الإرهاب، فيما دعا السيسي خلال لقائه في القاهرة وزير خارجية كندا إلى التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تعانيها دول المنطقة «تساهم في الحفاظ على وحدتها وسيادتها وسلامتها الإقليمية، وتصون مؤسساتها الوطنية». وكان السيسي استقبل في مطار القاهرة الدولي أمس ولي عهد أبو ظبي الذي قام بزيارة استغرقت ساعات للعاصمة المصرية، وعقدا جلسة قصيرة باستراحة رئاسة الجمهورية في المطار، قبل أن يصطحب السيسي ضيفه إلى قصر الاتحادية الرئاسي، وعقدا اجتماعاً موسعاً، حيث ركزت المحادثات على الملفين الأمني والاقتصادي. وضم الوفد المصري المشارك في المحادثات رئيس الحكومة شريف إسماعيل، ووزيرة الاستثمار داليا خورشيد، ورئيس الاستخبارات خالد فوزي. وشارك من الجانب الإماراتي مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد، ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني علي بن حماد الشامسي، ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية خلدون خليفة المبارك، وسفير الإمارات في القاهرة. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء بحث «سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، وسبل تنميتها لتحقيق مزيد من التعاون والتنسيق الاستراتيجي بما يخدم مصالح الدولتين، لا سيما في ضوء الأزمات الإقليمية التي تشهدها المنطقة والتي تتطلب تضافراً للجهود وتعزيزاً للتضامن والعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات المختلفة، لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف». وأشار إلى أن «السيسي عرض خلال الاجتماع جهود حكومته من أجل القضاء على عدد من المشكلات الرئيسية التي كانت تواجهها، في مقدمها أزمة الكهرباء وتوفير الطاقة والسعي إلى تطوير قطاعيّ التعليم والصحة، إضافة إلى ما تنفذه الدولة من مشاريع تشمل تنمية سيناء، وإنشاء المدن الجديدة، واستكمال الشبكة القومية للطرق وتطوير وبناء الموانئ والمطارات، ومشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان». وتطرق اللقاء أيضاً إلى الأوضاع الإقليمية، حيث أشار يوسف إلى «توافق رؤى الجانبين في شأن أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وفي مقدمها القضية الفلسطينية واليمن وسورية وليبيا، بما يحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها ... وأكد الجانبان أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل إيجاد الحلول السلمية للصراعات التي تشهدها دول المنطقة في أقرب وقتٍ ممكن، بما يساهم في إرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية». وأوضح البيان المصري أن السيسي رحب في بداية اللقاء بولي عهد أبو ظبي، مُشيداً ب «المواقف المشرفة التي تتخذها دولة الإمارات لدعم مصر»، مشيراً إلى أن وتيرة الزيارات المتبادلة بين البلدين «تعكس مستوى العلاقات المتميزة والوثيقة التي تجمع بينهما على الصعيدين الرسمي والشعبي». من جانبه، أعرب الشيخ محمد بن زايد، وفق البيان، عن سعادته بزيارة مصر، وقدّم تعازيه بضحايا حادث تحطم طائرة «مصر للطيران»، مؤكداً تضامن بلاده مع مصر ومساندتها في هذه «اللحظات المؤلمة». وأكد أيضاً خلال اللقاء موقف بلاده الداعم لمصر و «المؤيِد لحق شعبها في التنمية والاستقرار والنمو، أخذاً في الاعتبار ما تنفذه مصر من مشاريع تنموية». وأشار إلى أن مصر «تعد ركيزةً للاستقرار وصماماً للأمان في منطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقلٍ استراتيجي وأمني في المنطقة»، على ما جاء في البيان المصري. وكان السيسي استقبل في قصر الاتحادية صباح أمس وزير خارجية كندا ستيفان ديون، في حضور وزير الخارجية سامح شكري، حيث تطرق اللقاء إلى «آخر تطورات أزمات المنطقة والجهود الدولية التي تُبذل للتوصل إلى حلول سياسية تؤدي إلى استعادة السلام والاستقرار بتلك الدول»، وفق بيان رئاسي مصري. وأكد السيسي للوزير الكندي «أهمية أن تساهم هذه الحلول في الحفاظ على وحدة تلك الدول وسيادتها وسلامتها الإقليمية، فضلاً عن صون مؤسساتها الوطنية ومُقدرات شعوبها». وأوضح البيان الرئاسي أن السيسي أعرب خلال اللقاء عن تطلع بلاده لتعزيز العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة، لا سيما في ضوء ما يشهده التعاون بين البلدين من تنامٍ ملحوظ خلال العامين الماضيين. وأشاد «بمواقف كندا المتوازنة وتفهمها للتطورات التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية، فضلاً عن مشاركتها المُقدّرة في القوة المُتعددة الجنسية العاملة في سيناء على مدار العقود الثلاثة الماضية وقيادتها حالياً لهذه القوة». وأكد تقديره للبرامج التنموية التي تُقدمها كندا لمصر ومساهمتها في دفع عملية التنمية الجارية حالياً.