أعلنت الإمارات، في ختام زيارة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مصر، تخصيص 4 بلايين دولار دعماً للقاهرة، منها بليونان استثمارات في مجالات تنموية وبليونان وديعة في البنك المركزي المصري لدعم الاحتياطي النقدي، بتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات. وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) إن هذا الدعم يأتي في إطار «التعاون والتنسيق الإستراتيجي» بين البلدين ومن منطلق «موقف دولة الإمارات الثابت في دعم مصر وشعبها الشقيق لتعزيز مسيرة البناء والتنمية وتقديراً لدورها المحوري في المنطقة». ويأتي الدعم الإماراتي في وقت يواجه الجنيه المصري ضغوطاً غير مسبوقة خفضت قيمته أمام الدولار الأميركي إلى مستويات خطرة، إذ تراوح في السوق الموازية ما بين 11 و11.5 جنيه، ما يُتوقع أن يسبب ارتفاعاً كبيراً في أسعار السلع. وغادر الشيخ محمد بن زايد القاهرة، أمس، بعد أن اصطحبه الرئيس عبدالفتاح السيسي في جولة تفقدية لتجمع الشيخ محمد بن زايد الذي يربط بين القاهرة الجديدة كامتداد طبيعي للعاصمة الحالية وبين العاصمة الإدارية الجديدة، بطول 12 كيلومتراً وعرض 6.5 كيلومتر وبمساحة إجمالية تصل إلى نحو 20 ألف فدان. ويشمل التجمع العديد من النشاطات والأعمال، ومن بينها حي للمال والأعمال، وحي سكني، ومدينة علمية، ومدينة طبية عالمية، وقرية ذكية، وأرض للمعارض، ومنطقة ترفيهية وخدمية. ويتخلل التجمع محور أخضر يتضمن العديد من المطاعم ومناطق التنزه ومسارات للدراجات والمشاة. ويرتبط هذا التجمع بالعاصمة الإدارية الجديدة من خلال جسرين. ومن المقرر وضع حجر الأساس وتدشين المشروع في نهاية أيار (مايو) المقبل. وقالت رئاسة الجمهورية في مصر إن الشيخ محمد بن زايد أشاد بالمشروع وما يمثله من «نقلة نوعية تنموية» لمنطقة شرق القاهرة، فضلاً عما سيساهم به في تعزيز التنمية العمرانية بين العاصمتين الحالية والجديدة، متمنياً لمصر وشعبها «كل التوفيق والتقدم والازدهار». كما ثمّن الجهود التي تقوم بها الحكومة المصرية في سبيل «تحقيق التنمية الشاملة بما يلبي تطلعات الشعب المصري»، مؤكداً وقوف دولة الإمارات إلى جانب مصر ودعمها تلك الجهود. وكان السيسي عقد محادثات مع الشيخ محمد بن زايد مساء أول من أمس بحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي وسامح شكري وزير الخارجية وخالد فوزي رئيس الاستخبارات العامة. وقال السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس السيسي أشاد ب «المواقف المشرفة التي تتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة، لدعم مصر ومساندة إرادة شعبها، تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة». وأعرب الشيخ محمد بن زايد عن سعادته بزيارة مصر، ونقل إلى الرئيس السيسي «تحيات وتقدير» الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وفق ما أعلن رسمياً في القاهرة. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إنه تم خلال اللقاء التباحث في شأن العلاقات بين البلدين على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والتنموية، و «سبل تنميتها وتطويرها للارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميّزاً من التعاون والتنسيق الإستراتيجي بين البلدين بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين، لا سيما في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة والتي تتطلب تضافراً للجهود وتعزيزاً للتكاتف ووحدة الصف العربي في مواجهة التحديات المختلفة، لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف». وجدد الشيخ محمد بن زايد خلال اللقاء موقف بلاده الداعم لمصر سياسياً واقتصادياً، والمؤيّد لحق الشعب المصري في التنمية والاستقرار والنمو، مشيراً إلى أن مصر «تعد ركيزة للاستقرار وصماماً للأمان في منطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل إستراتيجي وأمني في المنطقة، وهو الأمر الذي يضاعف من أهمية مساندتها في هذه المرحلة الفارقة». وأكد الشيخ محمد بن زايد أن الإمارات «حريصة على مزيد من تعزيز علاقاتها مع مصر على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية»، لافتاً إلى ما تتمتع به مصر من مقومات اقتصادية، فضلاً عن «تنفيذها إستراتيجيات استثمارية مشجعة تصب في مصلحة نمو الاقتصاد المصري». كما توافقت رؤى الجانبين في شأن «أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي يشهدها بعض دول المنطقة، وفي مقدمها القضية الفلسطينية واليمن وسورية وليبيا، بما يحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها». وأكد الجانبان «أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل إيجاد الحلول السلمية للصراعات التي تشهدها دول المنطقة، بما يساهم في إرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية».