سقط حسين محمد علي الحجيري (20 سنة من عرسال) ضحية ثأر لجريمة لم يقترفها عندما أقدمت مجموعة مسلحة على خطفه في بعلبك صباحاً ثم قتله تحت عنوان الثأر للجندي الشهيد محمد حمية (أعدم بالرصاص على يد جبهة النصرة في جرود عرسال بعدما دام خطفه 488 يوماً). وكان معروف حمية والد الجندي الشهيد اعتبر أن بداية الطريق بدأت منذ أن دفن ابنه وأن عملية الثأر من القتلة طويلة. وأمس، فعلها معروف حمية معلناً «الثأر» لابنه بقتل حسين محمد علي الحجيري (مواليد 1996) ابن شقيق الشيخ مصطفى الحجيري الملقب ب «أبو طاقية». وفي تفاصيل الرواية أن مسلّحين مكشوفي الرأس برفقتهم معروف حمية خطفوا حسين في رأس العين (بعلبك) حيث كان سيشارك في اجتماع للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين واقتادوه إلى قبر الجندي حمية في جبانة طاريا (بعلبك) وأعدموه. ويُعرف عن حسين الحجيري متابعته شؤون اللاجئين السوريين مع المفوضية في مكتبه الخاص إذ يحصل النازحون على مساعداتهم عبر بطاقات تقدمها لهم المفوضية ويصرفونها لديه للتموين. وعلم أن الضحية يسلك هذا الطريق ذهاباً وإياباً منذ سنة لمتابعة عمله. وقال معروف حمية بعد تنفيذ الجريمة: «نحن من نفذ عملية قتل ابن الحجيري أخذاً بالثأر لابننا الشهيد، ونحن من حمل الجثة ووضعها على قبر ابني، والدور قادم ل «أبو طاقية» وأخيه المختار و»أبو عجينة» (رئيس البلدية المنتهية ولايته علي الحجيري)، وبيوتي مفتوحة للقوى الأمنية. وما زلت في منزلي». وأضاف في تصريح آخر: «أنا قتلت حسين الحجيري وانتقت لمقتل أبني لأن دمه لا يذهب هدراً، هذا أول شخص ونقطة ببحر، ولن أتعدّى على أحد غير هؤلاء الثلاثة، أين القانون؟». وتابع: «هل من يقدم على قتل أبو طاقية يكون يرتكب جريمة؟ لا، بل يكون قد خلّص البشرية من جرثومة إرهاب». وقال: «لن أسلّم نفسي وإذا كان هناك رد فعل من آل الحجيري فالنار مفتوحة عليهم. السّنة أهلنا وأخوتنا والفتنة لن تقع في البقاع». وتزامناً مع إعلان الثأر، شهدت بلدة عرسال انتشاراً مسلحاً وانقطعت الحركة بينها وبين اللبوة، في حين اتخذ الجيش تدابير أمنية مشددة في بعلبك، وأقام الحواجز الثابتة والمتحركة في بلدة طليا (مكان إقامة والد حمية) وطاريا (مسقط رأسه) ومن وإلى مدخل عرسال وسيّر دوريات في المنطقة منفذاً مداهمات عدة لمنازل مشبوهين بحثاً عن معروف حمية. وبعدما كشفت الأدلة الجنائية على الجثة نقلها الصليب الأحمر والدفاع المدني بإشراف القوى الأمنية، وتم تسليمها إلى الجهات المختصة لإجراء التحقيقات اللازمة والكشف عليها في مستشفى دار الأمل الجامعي في دورس من جانب الطبيب الشرعي علي سلمان. وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق تابع مع القيادات الأمنية في البقاع والغرفة المركزية للوزارة الوضع الأمني. واعتبر والد حسين الحجيري، المختار السابق لعرسال علي الحجيري الملقب ب «أبو علي العصفور» أن «القتلة ناس جهلة يعودون إلى القرون الوسطى وهم بلا كرامة»، مشدداً على أن «نجله لا علاقة له بالسياسة بل كان سيشارك في اجتماع لمنظمة تابعة للأمم المتحدة». وعما إذا كانت هذه رسالة إلى شقيقه الشيخ مصطفى، قال: «لا دخل للشيخ مصطفى به، الشيخ مصطفى له أولاده وبيته»، سائلاً: «من يريد توجيه رسائل يقتل شخصاً لا علاقة له بأحد؟». وقال: «كنت أول من استنكر جريمة قتل العسكري الشهيد حمية وقلت إنه مظلوم، هل هكذا يردّ لنا الجميل؟ إلنا الله». أما رئيس بلدية عرسال المنتخب باسل الحجيري، فأكد أن «حالاً من التوتر والصدمة تسيطر على البلدة بعد الجريمة»، مديناً ما حصل. وقال: «كنا نعتقد بأننا تخطينا هذه المرحلة. لا علاقة لهذا الشاب بكل الحسابات السابقة». وطالبت «الجماعة الإسلامية» في البقاع «الدولة اللبنانية بملاحقة وتوقيف المجرم ومحاكمته بأسرع وقت ممكن»، مطالبة «كل القوى، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، بأن تبذل كل الجهود لوأد الفتنة وعدم السماح لأحد بأن يسعّر نارها».