يبدو أن التنديدات والاستنكارات والمذكرات الاحتجاجية واستدعاء السفراء لن تصدّ أو توقف النظام السوري عن «اجتياح» الاراضي اللبنانية سواء بالخروقات أو بالقصف العشوائي حينًا والمقصود حينًا آخر على بلدات البقاع والشمال اللبناني، فبعد ما استطاعت شبيحة «حزب الله» اغتيال علي احمد الحجيري (أبو حسين) من بلدة عرسال «المذنب» في دعم الثورة السورية معنويًا وإنسانيًا، ها هو النظام السوري يسجل اعتداءً جديدًا على الاراضي اللبنانية بغارة عسكرية نفذتها قواته الحربية على وسط بلدة عرسال مستهدفًا حي البلدية بستة صواريخ، ما أدى إلى جرح الجندي المتقاعد في الجيش محمد البريدي الملقب ب»السحلية» وحصول أضرار في عدد من المنازل التابعة لعبدالرحمن محمد الحجيري ولحسين الحجيري المعروف بحسين عدّول ومحمد خالد الحجيري، إضافة الى تضرر مكتبة حسين الفليطي. الرعب والهلع سيد الموقف والجيش يتخذ اجراءاته هذا الواقع المأساوي الأشبه بالحرب الذي تعيشه هذه القرى، أرخى بظلاله على الحياة اليومية للمواطنين حيث سادت حالة من الرعب والهلع في صفوف أهالي البلدة الذين ناشدوا رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان والحكومة، الى أن «يتصدى الجيش اللبناني للمروحيات السورية والقيام بإجراءات حازمة وإلا فلتستقيل الدولة ونتخوف من صواريخ جديدة لأن الطائرات السورية تدخل أجواء البلدة وتقصفها ولا أحد يتصدى لها». فيما أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان، ان «وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة اتخذت الإجراءات الدفاعية اللازمة للرد الفوري على أي خرق مماثل». عرسال تشيع شهيدها وشيعت عرسال علي محمد الحجيري الذي قتل في كمين مسلح نفذه «حزب الله» على طريق الهرمل- الشربيني، وسط حالة من التوتر والتشنج وإقفال عام للمحال التجارية والمؤسسات التربوية وظهور مسلح وإطلاق نار كثيف، وبمشاركة أبناء البلدة وفاعلياتها. وتقدم المشيعين شقيق الضحية مصطفى الحجيري الذي «حمل حزب الله الجريمة». ودعا أبناء البلدة الى «الجهاد والأخذ بالثأر». في الوقت الذي عقد في دار بلدية عرسال اجتماع في حضور رئيسها علي الحجيري وأعضاء المجلس البلدي وفاعليات البلدة. وأكد الاجتماع على «تحميل القوى الأمنية اللبنانية مجتمعة كونها المسؤولة عن حماية المواطنين من اعتداءات «شبيحة حزب الله» الموجودة ليلًا ونهارًا على الطرق الدولية ذهابًا وإيابًا من دون أي اعتراض من قبل القوى الأمنية». وحمّل «الجريمة المدانة ل»حزب الله» كونه يعمد منذ مدة القيام مقام الدولة في البلدات التي يسيطر عليها مثل مدينة الهرمل»، معتبرًا أن «الجريمة حصلت على أيدى إحدى هذه المجموعات المكلفة بالعمليات الأمنية». بدوره اتهم رئيس بلدية عرسال علي الحجيري مناصري «حزب الله» بنصب «كمين للمواطن علي الحجيري وقتله وخطف عاملين كانا في رفقته بين الهرمل والقبيات، وذلك على خلفية مقتل أحد أبناء الهرمل في سوريا». ونفى «أي صلة للقتيل ورفيقيه بالسياسة وبأي أحداث أمنية»، مشددًا على «ضرورة حماية أهالي عرسال وضبط الأمن في المنطقة بدءًا من الحدود اللبنانية- السورية».