عربي المرحلة الأولى من معركة السيطرة على الرقة وطرد «داعش» من معقله في شمال شرقي سورية، في وقت أسفر اتفاق بين مقاتلين أكراد وفصائل معارضة عن فتح طريق لإمدادات الوقود في ريف حلب الشمالي قرب تركيا. لكن مرصداً حقوقياً أفاد لاحقاً بمقتل سائق صهريج وإصابة آخرين «نتيجة ضربات جوية استهدفت صهاريج لنقل الوقود من ريف حلب الشمالي، باتجاه ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي». وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض أمس، إن «سيارات نقل المازوت توجهت من مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة وحدات الحماية الكردية إلى مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في الشمال السوري». وأفاد «المكتب الإعلامي في مدينة دارة عزة» على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي أن اجتماعاً «ضم وجهاء وممثلين عن فعاليات من ريف حلب لحل مشكلة إغلاق الطريق الواصل بين دارة عزة وعفرين، وتم التواصل مع مكتب العلاقات العامة في عفرين، وتم تحديد موعد للاجتماع الساعة السابعة من مساء (أول) أمس، إلا أن مكتب العلاقات العامة أخبرهم هاتفياً أن الطريق سيفتح اليوم (أمس) أمام العامة، وتقرر تأجيل الاجتماع لموعدٍ لاحقٍ يتفق عليه الطرفان». وكانت «غرفة عمليات فتح حلب» هددت في بيان «قوات سورية الديمقراطية» بأنه «في حال لم تستجب للدعوات السلمية لفتح الطريق، سيتم العمل على فتحه بالقوة، واستهداف كل الحواجز التي تقيمها القوى الكردية المسلحة»، داعية الأهالي إلى «الابتعاد عن مقارّ الميليشيات الكردية وحواجزها، لأنها ستكون هدفاً مشروعاً في حال رفضت فتح الطريق». وتسبب انقطاع مادة المازوت عن الشمال السوري الخاضع لسيطرة الثوار إلى ارتفاع أسعار ما تبقى منها، كما تسبب بأزمة حقيقية أثرت في جوانب الحياة عامة. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» إن «طائرات حربية شنت غارات عدة على مناطق في بلدتي معارة الارتيق ومعارة النعمان اللتين يتواجد فيهما سوق بيع الوقود الآتي من ريف حلب الشمالي عن طريق منطقة عفرين، بعد السماح لصهاريج نقل الوقود بالدخول عن طريق عفرين، التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي، حيث دخلت أمس صهاريج وقود إلى بلدات في ريف إدلب وريف حلب الغربي، بعد انقطاع دام لنحو شهر ونصف الشهر». وأصدرت «هيئة الدفاع والحماية الذاتية في مقاطعة عفرين» بياناً جاء فيه: «تلبية لنداءات أبناء شعبنا في محافظة إدلب وريفها بخصوص فتح الطرق المؤدية إليها، خصوصاً مع حلول موسم الحصاد واستغلال التجار لبعض المواد، خصوصاً مادة المازوت، ناهيك عن الحرب التي أكلت الأخضر واليابس، قمنا بفتح الطرق المؤدية إلى محافظة إدلب وريفها ونتوجه لأهلنا في إدلب وكل سوري ونقول لهم لا يمكننا في أي شكل من الإشكال أن نقبل بأي عمل يضر أبناء الشعب السوري وأننا رهن إشارتكم في تلبية كل مطالبكم من دون أي تردد وبما يخدم الوطن والمواطن». وتابع: «نفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 25 غارة استهدف ب 20 منها مناطق في طريق الكاستيلو ومخيم حندرات وبلدة كفر حمرة في شمال وشمال غربي مدينة حلب، كما استهدفت بغارتين مناطق في بلدة عندان وقرية كفربيسين في ريف حلب الشمالي، وب 3 أخرى مناطق في بلدتي خان العسل وكفرناها في ريف حلب الغربي». في شمال شرقي البلاد، قال إن «داعش» قصف بقذائف الهاون مناطق في أحياء هرابش والجورة والقصور الخاضعة لسيطرة قوات النظام، في وقت «نفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 3 غارات على مناطق في حيي الرصافة والعمال بمدينة دير الزور»، لافتاً إلى أن «طائرات شحن ألقت مجدداً مظلات على مدينة دير الزور، حيث سقطت المظلات التي تحمل مواد غذائية على مناطق سيطرة قوات النظام بالمدينة، التي تشهد منذ أسابيع تكثيفاً لعمليات إلقاء المظلات والمواد الغذائية والإنسانية» بالتزامن مع «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في محيط مطار دير الزور العسكري وقرب دوار البانوراما في جنوبالمدينة وغارات للطائرات الحربية على مناطق في حيي الحويقة والبغيلية ومناطق الاشتباكات». في الرقة المجاورة، قال «المرصد» إن «شاباً من مدينة تل أبيض قتل إثر إصابته بطلق ناري أثناء محاولته العبور إلى تركيا واتهم ناشطون قوات حرس الحدود التركي بإطلاق النار عليه وقتله، كما نفذت طائرات حربية غارة على مناطق في مدينة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» في سورية». وتابع «المرصد» أن ناشطيه رصدوا «وصول ما لا يقل عن 22 جثة لعناصر من داعش، جراء الضربات الجوية المكثفة لطائرات التحالف الدولي على مواقع وتمركزات التنظيم في ريف الرقة الشمالي، وسط استمرار الاشتباكات متفاوتة العنف، بين قوات سورية الديمقراطية وتنظيم «داعش»، في ريفي تل أبيض وعين عيسى، بريفي الرقة الشمالي والشمالي الغربي». وكان «المرصد السوري» أفاد بأن «قوات سورية الديمقراطية» بدأت صباح أمس، «عملية عسكرية نحو مدينة الرقة، حيث بدأ مقاتلوها التحرك نحو مدينة الرقة، انطلاقاً من الريف الجنوبي لمدينة تل أبيض الحدودية، وريف بلدة عين عيسى الواقعة في الريف الشمالي الغربي للرقة». ودارت «اشتباكات متفاوتة العنف بين مقاتلي قوات سورية الديمقراطية المسندة بطائرات التحالف من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، بالتزامن مع استهداف كل طرف لمواقع الطرف الآخر، كما ترافقت الاشتباكات مع ضربات جوية مكثفة وعنيفة لطائرات التحالف على مدينة الرقة وأطرافها، بالإضافة إلى استهداف تمركزات ومواقع عناصر التنظيم في منطقة الاشتباك». ووفق المعلومات، فإن العملية العسكرية تهدف «في مرحلتها الأولى إلى السيطرة على مثلث تل أبيض - الفرقة 17 - عين عيسى في شمال وشمال غربي مدينة الرقة، ولا تهدف حتى الآن إلى التوغل داخل مدينة الرقة». كما أكدت مصادر أن «قوات سورية الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمادها وافقت على بدء العملية، بعد وعود تلقتها من قائد القيادة الأميركية في الشرق الأوسط جوزيف فوتيل خلال زيارته المنطقة قبل أيام، ووعود تلقاها سياسيون في حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارة الذاتية الديمقراطية خلال زيارة إلى العاصمة الأميركية واشنطن قبل أيام». وكان فوتيل التقى في شمال سورية قادة «قوات سورية الديمقراطية» وممثلين عن فصائل عربية وتركمانية من أبناء المنطقة، بالإضافة إلى فصائل من محافظة الرقة، حيث تم الاتفاق على التحضير لعمليات عسكرية واسعة بغطاء من قوات التحالف الدولي لطرد تنظيم «داعش» من مناطق سيطرته في سورية و»تحرير سورية من الإرهاب». وسبق اجتماع الجنرال فوتيل في الريف الشمال الغربي للحسكة، اجتماع له في منطقة عين العرب (كوباني) بفصائل ممثلة لمنبج وجرابلس ومناطق ريف حلب الشمالي الشرقي، وجرى البحث في التطورات التي ستجري في المنطقة وآليات التحضير لعملية عسكرية جديدة ضد «داعش»، حيث تنقل القيادي إلى محافظة الحسكة بوساطة طائرات مروحية.