حول القراءة الجديدة للرواية السعودية.تتلمس الدكتورة منيرة حيرة النقاد وتقول: «أفهم حيرة النقاد أمام هذا الكم الهائل من الكتابة الجديدة وأتعاطف معهم لأنني أمر بالحال نفسها الآن. فبعض ما يُكتَب هزيل فنياً وإبداعياً وما يسمونه رواية يشبه إلى حد كبير المدونة اليومية المرتجلة أكثر من الراوية. كنت أحصل على بعض النصوص الروائية عندما كنت في أميركا والآن أمامي كتب كثيرة. اكتشفت نصوصاً تستحق القراءة وأخرى أتركها للآخرين». وتضيف: «الرواية الجديدة في السعودية فيها الكثير من التمرد على الحداثة والسخرية من شموليتها وإقصاءاتها وفيها أيضاً شيء من الكرنفالية التي تجسد مجتمع (أمة المؤمنين) الذي يتمادى في الانحلال وتفضح ادعاءاته بالنقاء والصلاح هذه الكتابة جردت القيم والثوابت من نفاقها وعرتها على نعشها. بعض الروايات تريد أن تقول إن الإنسان كائن فاسد مفرط في الأهواء (والفسق) فصورته وهو ينحدر، ولذلك أجزلت من مشاهد القبيح والرغبة في العنف». وتتحدث الدكتورة الغدير عن مشروع مستقبلي لها وتقول: «أنا بصدد كتابة ورقة عن بعض الروايات الجديدة: «جاهلية» لليلى الجهني، «شارع العطايف» لعبدالله بن بخيت، «فسوق» و «ترمي بشرر» لعبده خال، و «الآخرون» لصبا الحرز وغيرها. أناقش هذه النصوص مع أفلام العنف التي تهكمت من نفاق المجتمع الأميركي الرأسمالي وفضحت عنف ازدواجيته». وتتابع: «لقد قدم الدكتور عبدالله الغذامي، الدكتور سعد البازعي، الدكتور معجب الزهراني ومحمد العباس وغيرهم قراءات تحليلية تفاعلت مع النص الجديد وناقشت رؤيته والقضايا التي يتناولها. لكن هناك نقاد آخرون ترددوا في قراءة ما صدر في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وبعض الآراء ما زالت ما بين الانبهار، الاحتفال، أو الرفض. وكل هذا لا يساعد على تأسيس خطاب نقدي متمكن لذلك بدا النقد متأخراً أمام هذه النصوص».