بوغوتا - ا ف ب - كان خوان مانويل سانتوس, وزير الدفاع الكولومبي السابق الذي فاز الاحد في الانتخابات الرئاسية, يتمتع بكل مقومات النجاح من سيرة لامعة وانتصارات حققها ضد متمردي فارك ولو ان خصومه نددوا بالتجاوزات التي تخللتها. والقى مساء الاحد خطابا مؤثرا امام الاف من انصاره الذين سمحوا له بتحقيق حلم حياته. وقال في كلمته "مرة جديدة, احمد الله واشكر كولومبيا", متعهدا ب"مزيد" من الحزم حيال القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (ماركسيون). واعلن "بات الوقت معدودا امام فارك", مثيرا هتافات انصاره. ودعا المتمردين الى اطلاق سراح كل الرهائن فورا "وبشكل احادي". وكانت زوجته ماريا كليمنسيا دي سانتوس قالت مؤخرا لفرانس برس "مضت 26 سنة وانا مع خوان مانويل, ولطالما كان هذا مشروع حياته, حلم حياته. لقد تقاسم هذا الحلم معنا, انا واولادنا". وقال دبلوماسي اجنبي يعرف سانتوس عن كثب ان الوزير السابق المتحدر من عائلة عريقة امتلكت لفترة طويلة صحيفة "التييمبو", احدى الصحف الاكثر نفوذا في البلاد, هو "مرشح جذاب جدا بالنسبة للاسرة الدولية". وقال صديق له "منذ ثلاثين عاما" ان سانتوس المتخرج من كلية لندن للاقتصاد المرموقة "شخص صارم وبالغ الدقة في العمل". ووصف نوبات الغضب التي يصاب بها مؤكدا انها تزول "في دقيقة". وقال صديق اخر له ان سانتوس الذي يهوى لعبة البوكر "مستعد للقيام بمجازفات كبرى, مخاطرا بخسارة كل شيء". وفي الخارج حيث يحظى بشبكات تاييد كثيرة, يذكر الجميع العملية العسكرية التي نفذها الجيش في الثاني من تموز/يوليو 2008 ونجح خلالها بتحرير 15 رهينة كان المتمردون يحتجزونهم بمن فيهم الفرنسية الكولومبية انغريد بيتانكور وثلاثة اميركيين. وقبل بضعة اشهر في الاول من اذار/مارس 2008, امر بقصف مخيم للمتمردين في الاكوادور في عملية اوقعت 26 قتيلا بينهم القائد الثاني لمتمردي فارك راوول راييس. واثارت هذه الانتصارات سجالات وقد نددت اللجنة الدولية للصليب الاحمر باستخدام شعارها لتنفيذ العملية العسكرية لتحرير الرهائن, ما سمح بخداع المتمردين. وعلى اثر العملية, قطع رئيس الاكوادور رافاييل كوريا العلاقات الدبلوماسية مع كولومبيا لمدة عشرين شهرا. كما صدرت بحق سانتوس مذكرة توقيف في الاكوادور حيث اتهم بالقتل. اما في فنزويلا, فكان بمثابة العدو اللدود للرئيس هوغو تشافيز الذي اعتبره "تهديدا" للسلام في المنطقة. ولد خوان مانويل سانتوس في عائلة عريقة من العاصمة زاولت السياسة والصحافة وهو ابن شقيق الرئيس السابق ادواردو سانتوس (1938-1942). وقال في تصريح لفرانس برس "لا يختار الواحد عائلته, لكنه يختار ما يقرر ان يفعله بحياته. انني متحدر من عائلة ميسورة, وكان بوسعي ان اكون في هذه اللحظة في ميامي العب الغولف. لكنني قررت ان اراهن على بلادي". كما القت عليه منظمات الدفاع عن حقوق الانسان مسؤولية الاف عمليات الاعدام بدون محاكمة المنسوبة الى جنوده. وتولى سانتوس ايضا وزارة التجارة الخارجية في حكومة الرئيس الليبرالي (وسط يسار) سيزار غافيريا (1990-1994) ووزارة المالية في عهد الرئيس المحافظ اندريس باسترانا (1998-2002). وهو متزوج واب لثلاثة اولاد.