يواصل أربعة أسرى فلسطينيون قابعون خلف الجدران الرطبة في السجون الإسرائيلية، إضرابهم المفتوح عن الطعام احتجاجاً على استمرار اعتقالهم إدارياً، من بينهم سامي جنازرة المضرب منذ شهرين على التوالي. وتدهورت صحة الأسير جنازرة (43 سنة) من مخيم الفوار قرب مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية، ونقص وزنه في شكل حاد الى 52 كيلوغراماً. وقالت إذاعة الأسرى في غزة، إن مصلحة السجون الإسرائيلية نقلت جنازرة أخيراً إلى زنزانة فردية في سجن «النقب» في صحراء النقب، بعدما نقلته أياماً إلى مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع القريبة من السجن، إثر تدهور وضعه الصحي نظراً الى تناوله الماء وملح الطعام فقط في إضرابه عن الطعام. ويعاني جنازرة، الأسير السابق لسنوات عدة، من اضطرابات في عمل القلب، وهبوط حاد في ضغط الدم. كما يواصل الأسير فؤاد عاصي (30 سنة) من بلدة بيت لقيا قرب مدينة رام الله وسط الضفة، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم ال28 على التوالي في سجن «النقب»، احتجاجاً على تمديد اعتقاله إدارياً مدة ستة أشهر أخرى. وقالت الإذاعة التي تُعنى بشؤون الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، إن الأسير عاصي يتعرّض لوسائل وضغوط كي يوقف إضرابه، من بينها فرض عقوبات عليه، وتفتيش زنزانته كل ساعتين، وحرمانه من الذهاب الى دورة المياه سوى مرة واحدة فقط يومياً، وحرمانه أيضاً من الخروج للنزهة اليومية التي يُطلق عليها «الفورة» سوى ساعة واحدة فقط يومياً، وسحب كل الأجهزة الكهربائية والمستلزمات الحياتية منه، ومصادرة ملابسه، باستثناء تلك التي يرتديها. وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت عاصي، الأسير السابق لأكثر من خمس سنوات، وشقيق الشهيد محمد عاصي، في آب (أغسطس) الماضي، وأحالته على الاعتقال الإداري بدعوى وجود ملف سري ضده. في هذه الأثناء، واصل الأسير أديب مفارجة (28 سنة) من بلدة بيت لقيا أيضاً، إضرابه المفتوح عن الطعام أمس لليوم ال27 على التوالي، في سجن «النقب» احتجاجاً على استمرار اعتقاله الإداري منذ أكثر من 16 شهراً. وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت مفارجة في كانون الأول (ديسمبر) عام 2014، بعد تسعة أشهر على إطلاقه من السجن. الى ذلك، أنهى الأسير المحامي مجدي ياسين (33 سنة) من قرية عانين غرب مدينة جنين شمال الضفة، أمس، الأسبوع الأول من إضرابه المفتوح عن الطعام، والذي شرع فيه بعد اعتقاله مباشرة من على معبر الكرامة (جسر أللنبي). وكان ياسين، الذي يحمل الجنسية السويدية، متجهاً الى الأردن في طريقه الى السويد، عندما اعتقلته سلطات الاحتلال على معبر الكرامة من دون إبداء الأسباب. يذكر أن الأسرى الأربعة من بين أكثر من 500 معتقل إداري في سجون الاحتلال، فيما يعاني 1700 أسير، من أصل نحو سبعة آلاف أسير، من أمراض مختلفة، أخطرها السرطان.