قال مسؤولون محليون في محافظة نينوى أن القوات الأمنية المكلفة تحرير الموصل غير كافية وليس لديها أسلحة تؤهلها لخوض معركة كبيرة، فيما رأى الجيش الأميركي أن المعركة لن تبدأ قبل نهاية العام الحالي. وكانت قوات من الفرقة الخامسة عشرة أعلنت في 25 آذار (مارس) الماضي البدء بتحرير الموصل، بإسناد مدفعية المارينز، ولكنها ما لبثت أن توقفت بعد هجوم مضاد واسع شنه «داعش» وأجبر القوات على الانسحاب نحو مواقعها بعد تكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح. وقال النائب الكردي عن محافظة نينوى ماجد شنكالي ل «الحياة» أن «الهدف من العملية كان تأمين مقر قيادة عمليات نينوى والقوات الأميركية الواقعة على مرمى نيران إرهابيي داعش، وقد توقفت في محور مخمور». وأضاف أن «عديد قوات عمليات نينوى ومستوى تسليحها غير كافيين لخوض معركة كبرى، ومطلوب استقدام قوات إضافية سواء من بغداد من مناطق أخرى، لأن عملية التحرير لا تنحصر بمحور مخمور، وتتطلب تقدم القوات من قضاء بيجي باتجاه الشرقاط على المحور الجنوبي لنينوى، على أن تقوم البيشمركة بمهامها للحفاظ على المحاور في الأطراف الأخرى». وأكد أن «الكل متفق على أن يكون الجيش العراقي وأبناء عشائر نينوى القوة الوحيدة التي ستدخل الموصل تجنباً للإشكالات التي قد تقع». وشكلت الحكومة قبل شهور قيادة عمليات نينوى المكلفة تحرير الموصل، وهي تضم وحدات من الفرقة 15. ويقول مراقبون أن الهجمات التي يشنها الجيش على «داعش» لن تكون فاعلة من دون مشاركة قوات مكافحة الإرهاب المشغولة حالياً في معارك الأنبار. وقال عضو مجلس محافظة نينوى علي خضر ل «الحياة» أن «مسؤولين اميركيين لمحوا الى أن موعد انطلاق عملية تحرير نينوى سيكون نهاية العام الحالي، على ان تبدأ بتطويق الضواحي في بلدات القيارة وشورة وحمام العليل». الى ذلك، أعلنت «قيادة عمليات نينوى» بدء استخدام التحالف الدولي طائرات «أي 10» المعروفة ب «الخنزيرة» في الإغارة على «داعش»، وأكد مسؤول كردي مقتل وزير نفط التنظيم في غارة جوية. وأكد قائد العمليات نينوى اللواء نجم الجبوري، في بيان استخدام هذه الطائرات «الذكية ذات التكنولوجيا العالية وإشراكها فعلياً في عمليات القصف التي تنفذها قوات التحالف الدولي». وأشار إلى أن «القصف الذي نفذ اليوم (أمس) يشكل بداية النهاية لتنظيم داعش، فقد تم تدمير عجلتين كانتا تحاولان ضرب مناطق سكنية داخل الموصل بالهاونات، كما تم استهداف أهداف حيوية أخرى». وكشف أن التنظيم «يعاني نقصاً في تجنيد عناصر جدد وسط تزايد حالات الهروب في صفوفه، ناهيك بتملص الانتحاريين من تنفيذ هجمات والفرار من المعركة، وهو ما تم رصده أخيراً في محور مخمور». وقال غياث سورجي، الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني» بزعامة جلال طالباني في نينوى ل «الحياة» أن «ما يسمى بوزير النفط في تنظيم داعش المدعو وحيد علي رشيد السبعاوي، قتل اليوم (أمس) في غارة جوية استهدفت عربته في حي الضباط على الجانب الأيسر من الموصل، كما استهدف القصف معسكر الغزلاني في الجانب الأيمن من المدينة، فضلاً عن موقع نفطي». وذلك بعد يوم من قصف مصفاة الكسك النفطية وصهاريج ناقلة للنفط. وأفاد مسؤول تنظيمات الحزب المذكور في مخمور رشاد كلاليى بأن «قياديين بارزين في تنظيم داعش هما المدعو وحيد أحمد خلف المكنى بأبو زراء كان والي منطقة الشدادي في سورية، وتولى لاحقاً مسؤولية تجنيد المقاتلين الأجانب، وكذلك المدعو هيثم علي سليمان والمكنى بأبو حذيفة مسؤول ديوان جباية الضرائب»، وأضاف أن التنظيم «أعدم 28 مدنياً من قرية الحميدان غرب مخمور رمياً بالرصاص بتهمة محاولة الهروب نحو مواقع قوات البيشمركة».