أفاد مسؤول كردي عراقي أن «داعش» نقل قواته من أطراف نينوى إلى الموصل «لاستغلال المدنيين دروعاً بشرية»، وجعلها مركز المقاومة الرئيسة، فيما أعلن مصدر أمني نزوح عشرات الأسر بين جانبي المدنية تحسباً للمعركة المرتقبة. ويشهد قضاء مخمور، جنوب الموصل، حيث مقر قيادة العمليات المشتركة وصول تعزيزات عسكرية، تمهيداً لمعركة استعادة الموصل، وأكد وزير الدفاع خالد العبيدي إن موعد المعركة لن يتجاوز النصف الأول من العام الجاري. وقال الناطق باسم تنظيمات «الإتحاد الوطني الكردستاني» في نينوى غياث سورجي ل «الحياة» إن «داعش ينقل عديد قواته التي كانت متمركزة في الأقضية والنواحي في سهل نينوى وهي الخالية من السكان إلى مركز الموصل، وتفيد المعلومات أن خطوة التنظيم تأتي لعدم قدرته على خوض المواجهة المرتقبة في هذه المناطق، وعدم وجود مدنيين يمكن استخدامهم دروعاً بشرية تجنباً للقصف الجوي، لذلك يسعى إلى حصر مواقعه الدفاعية في المدينة»، وأكد أن «العشرات من الأسر في المناطق التي يسيطر عليها داعش تهرب يومياً باتجاه الإقليم وتسلم نفسها إلى قوات البيشمركة، ونحن نتحفظ عن ذكر المناطق حفاظاً على سلامة سكانها، لأنه سبق لداعش أن اتخذ إجراءات عقابية بحقهم»، مشيراً إلى أن «جماعات من بعض العشائر تهرب المواطنين مقابل مالية تراوح بين 200 إلى 400 دولار للفرد». وتابع أنه «خلال الأسبوعين الماضيين اعدم داعش اكثر من 16 من عناصره بتهمة الهروب من جبهات القتال، فقد تراجعت معنوياتهم وازدادت حالات الفرار في صفوفه في شكل كبير بالتزامن مع ما يجري من حديث عن قرب إطلاق عملية تحرير الموصل». من جهة أخرى، أكد مصدر في شرطة نينوى «انتقال العشرات من الأسر من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر من الموصل، وسط مؤشرات إلى أن داعش اختار الأيمن لحسابات عسكرية وإستراتيجية، خصوصاً أنه كان أقدم على تفخيخ جسور الموصل الخمسة لقطع الطريق أمام تقدم القوات المهاجمة مستقبلاً». وشهد قضاء مخمور وصول عشرات الأسر النازحة من المناطق الواقعة تحت سيطرة «داعش»، وأظهرت لقطات بثتها قناة «روداو» المقربة من الحكومة الكردية للنازحين بينهم أطفال ونساء بعد أن أمضوا 12 ساعة سيراً على الأقدام. ميدانياً، أفاد مسؤول تنظيمات مخمور لحزب «الاتحاد الوطني» رشاد كلاليي أن «طائرات التحالف الدولي قصفت جسراً استراتيجياً يربط القضاء بناحية القيارة ومن ثم الموصل»، وأكد قائد محور مخمور في قوات البيشمركة سيروان بارزاني أن «الجسر كان يشكل العمود الفقري لداعش من النواحي العسكرية واللوجستية، ويربط محافظات نينوى وكركوك واربيل».