احتفلت القارة السمراء أمس بانطلاق منافسات نهائيات كأس العالم التي تحتضنها جنوب أفريقيا، بعد أن انتظرت هذه اللحظة لستة أعوام منذ أن تم اعتماد إقامة النسخة ال19 من أكثر البطولات العالمية انتظاراً فيها. وبسبب تعرض إبنة حفيدته إلى حادث سير أدى إلى وفاتها، غاب عن حفلة الافتتاح الرئيس السابق نيلسون مانديلا، ولم يشاهد أكبر «الأحلام الأفريقية» وهو يتحقق على أرض الواقع، بعدما منح ملوّني بلده حق العيش بحرية في أرضهم التي كانت تحت سطوة التمييز العنصري. وحضر الافتتاح حشد من الشخصيات يتقدمهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى جانب حوالى 20 رئيس دولة. وقبل ساعات من انطلاق الحفلة، شبه الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة داني جوردان أجواء انتظار انطلاق كأس العالم مثل بأنها «مثل اليوم الذي أطلق فيه سراح مانديلا من السجن، كل شيء في البلاد سيتوقف، وفي 11 شباط (فبراير) 1990 كانت جنوب أفريقيا كافة مسمرة أمام شاشات التلفزيون في انتظار اللحظة التي سيفتح فيها باب السجن». وقال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر إن «الحلم أصبح حقيقة»، وذلك قبل دقائق من انطلاق المباراة الافتتاحية. وأضاف بلاتر على أرض ملعب سوكر سيتي وإلى جانبه رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما: «يا أصدقائي، ها نحن في أفريقيا، ها نحن في جنوب أفريقيا» وسط تصفيق حار في المدرجات، وقد لا يكون مانديلا معنا جسدياً في الملعب، لكن روحه موجودة في أرجاء ملعب سوكر سيتي». أما زوما فقال: «كان ماديبا يريد المجيء اليوم، لكن وقعت مأساة في عائلته، لكنه أوكل إليّ أن أنقل إليكم الرسالة الآتية: العرض يجب أن يبدأ، استمتعوا به». وانتهى اللقاء الافتتاحي الذي جمع جنوب أفريقيا والمكسيك بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما، سجل أصحاب الأرض عن طريق تشابالالا (55) وعادل رفائيل ماركيز للمكسيك (79). وتقام اليوم ثلاث مباريات الأولى بين اليونان وكوريا الجنوبية في المجموعة الثانية ويستغل اليونانيون الجالية اليونانية في بورت اليزابيث حيث تقام المباراة التي ستقام على ملعب نيلسون مانديلا والذي يشرف عليه إدارياً اليوناني آرشي خارالامبوس، أما المباراتان اللاحقتان فستشهدان ظهور ميسي وروني في أول مونديال أفريقي، وتعول الجماهير الأرجنتينية والإنكليزية على النجمين الشابين الكثير، إذ تلعب الأرجنتين أمام نيجيريا على ملعب ايليس بارك في جوهانسبورغ، وسيسعى أسطورة «التانغو» مارادونا إلى تسجيل افتتاحية لائقة بمنتخب بلاده، خصوصاً بعد أن وصل إلى «المونديال» من عنق الزجاجة إلا أن خصومه «النسور السوداء» لن يكونوا لقمة سائغة. وفي المباراة الثالثة والأخيرة اليوم، تتواجه إنكلترا مع الولاياتالمتحدة الأميركية في راستنبرغ وسط حال معنوية متصاعدة لمنتخب «الأسود الثلاثة»، خصوصاً في ظل دخوله إلى قائمة المرشحين لإحراز اللقب من شريحة واسعة من المراقبين.