ينتظر المهاجم تييري هنري، الفرنسي الوحيد من المنتخب الفائز بمونديال 1998، نهائيات كأس العالم التي تنطلق اليوم (الجمعة) في جنوب افريقيا لكي ينقذ سمعته التي شوهت في المحطة الاخيرة من التصفيات. ويلتقي المنتخب الفرنسي مع نظيره الاوروغوياني غداً (الجمعة) في كايب تاون في اطار منافسات المجموعة الاولى. هنري الذي كان يتمتع باحترام كبير في عالم كرة القدم، وظهرت صوره الى جانب نجم الغولف الشهير الاميركي تايغر وودز وافضل لاعب كرة مضرب في العالم السويسري روجيه فيدرر على لوحات الاعلانات، عانى في الاشهر الماضية من انتقادات حادة بعد ان لمس الكرة بيده في اياب الملحق الاوروبي ضد ايرلندا. فشلت فرنسا في حجز بطاقتها مباشرة الى النهائيات بعد ان حلت ثانية خلف صربيا في التصفيات، فتعين عليها خوض الملحق الاوروبي ضد ايرلندا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. فازت فرنسا ذهاباً 1-صفر، ثم تقدمت ايرلندا بالنتيجة ذاتها اياباً، فخاض المنتخبان وقتاً اضافياً، ووفي الدقيقة 103 لمس هنري الكرة امام المرمى الايرلندي فوصلت الكرة الى وليام غالاس الذي وضعها مباشرة في المرمى مسجلاً هدف التعادل الذي اهل منتخب الديوك الى النهائيات للمرة الثالثة عشرة في تاريخه. اثارت حركة هنري ضجة كبيرة وانتقادات واسعة لكن الاتحاد الدولي (فيفا) اكد النتيجة على رغم المطالبات الايرلندية على اعلى المستويات باعادة المباراة، كما ان هنري افلت من العقوبة من لجنة الانضباط في الفيفا التي اعتبرت ان لوائحها لا تشير الى عقوبات في هذا الشأن في حال لم يلحظ مراقب المباراة ذلك. واعترف هنري نفسه بالقول: «بالطبع الحل العادل كان باعادة المباراة لكن القرار لم يكن في يدي». وتابع مهاجم برشلونة الاسباني الحالي وارسنال الانكليزي السابق: «اشعر بالحرج من الطريقة التي فزنا فيها في تلك المباراة واشعر بالاسف الشديد بالنسبة الى الايرلنديين الذين كانوا يستحقون الوصول الى مونديال جنوب افريقيا». لكن هنري رفض الاعتراف بالغش قائلاً: «ارتطمت الكرة بالارض ولمست يدي، فأنا لست مخادعاً». برزت موهبة هنري باكراً حين فاز مع موناكو في الدوري الفرنسي ثم شارك في كأس العالم في سن العشرين، انضم بعدها الى يوفنتوس الايطالي لكن تجربته لم تكن بحسب طموح اللاعب فاستجاب لنداء مواطنه ارسين فينغر مدرب ارسنال الانكليزي لينضم الى الفريق اللندني حيث امضى اروع لحظات مسيرته. ثمانية مواسم مع ارسنال وضعت هنري في مصاف اشهر اللاعبين في تلك الحقبة خصوصاً انه ساهم بفوز فريقه بعدد من الالقاب ابرزها اثنان في الدوري الانكليزي الممتاز، لكن بعد خسارة فريقه امام برشلونة الاسباني في نهائي دوري ابطال اوروبا عام 2006 شعر المهاجم الفرنسي وهو في التاسعة والعشرين بأن الوقت قد حان للانتقال الى فريق آخر فحط رحاله في الفريق الكاتالوني بالذات. وعلى رغم فقدانه عنصر السرعة الذي كان يميزه بسبب سلسلة من الاصابات، الا ان هنري ظفر لاحقاً بطعم الفوز بالمسابقة الاوروبية الاهم مع فريقه الجديد. هنري الذي لعب دوراً حاسماً مع زميله زين الدين زيدان في اهداء بلاده لقبها الاول في كأس العالم عام 1998، يدرك جيداً ان مدرب المنتخب الحالي ريمون دومينيك لن يعتمده اساسياً في جنوب افريقيا. وسجل هنري مميز مع منتخب فرنسا، فهو افضل هداف في تاريخ الديوك برصيد 57 هدفاً في 117 مباراة، كما خاض 12 مباراة في نهائيات كأس العالم، فاز المنتخب فيها سبع مرات في مقابل خسارة واحدة، وسجل ستة اهداف، ونال بطاقة حمراء واحدة ضد الاوروغواي عام 2002. لكن على رغم الظهور المتواضع لهنري مع برشلونة هذا الموسم، فان الفضل يعود له في وصول منتخب فرنسا الى النهائيات التي سيحاول فيها تلميع صورته.