دعا البرلمان الأوروبي إلى التحرك العاجل لمواجهة الأزمة الإنسانية في الفلوجة، فيما طالب شيوخ عشائر بالبدء في عملية تحرير المدينة، وعاد المئات من النازحين إلى مدنهم المحررة في الأنبار. وقالت رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي إيلينا فالنسيانو في بيان «أن عشرات آلاف المدنيين عالقون في تكريت بين الحكم البربري لداعش الذي يطلق النار على أي شخص يحاول المغادرة وقوات الحكومة العراقية التي تحاصرها وتقطع كل طرق الإمداد في سعيها لاستعادة السيطرة عليها». وأوضحت ان «هناك تقارير عن غياب الأدوية والمعدات الطبية والنقص الهائل في المواد الغذائية، ما يدفع الناس إلى تناول العشب وحرق أي شيء لديهم للبقاء على قيد الحياة». وحضت المجتمع الدولي على «التحرك في مواجهة هذا الوضع المأسوي وتسهيل فتح الممرات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الذين لديهم الحق في الحماية والمساعدة، وإلا فإن نتائج الحصار يمكن أن تصبح أكثر فداحة». وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، حذر من خطورة وضع المحاصرين في الفلوجة. وأضاف: «بينما يستمر حصار الفلوجة للشهر الثالث على التوالي فإنه لم يتم تسجيل مؤشر إلى التحسن، وأسعار الغذاء ما زالت مرتفعة والمخزونات في المتاجر والمنازل تنفد». وتحاصر القوات العراقية الفلوجة منذ عام، في إطار خطة لتحريرها، ويطالب شيوخ عشائر محليون بإنهاء الحصار المفروض عليها وتحريرها، وفتح ممرات آمنة لخروج العائلات «التي يقتلها الجوع والقصف ونيران داعش». وقال شيخ عشيرة البو نمر نعيم الكعود إن «ما يحدث في الفلوجة إبادة جماعية وعلى الحكومة الإسراع في عمليات التحرير، بعدما تطوع أكثر من 4000 مقاتل من أبنائها». إلى ذلك، أعلن مدير ناحية الوفاء ناجي عابر عودة مئات النازحين إلى ناحية كبيسة جنوب هيت. وقال إن «800 نازح من أهالي المدينة غالبيتهم نساء وأطفال عادوا إلى مناطقهم المحررة». وأعلنت قوات الأمن الإثنين الماضي تحرير هيت وهي أحد أبرز معاقل المتطرفين في الأنبار. كما أعلن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، «إسقاط طائرة من دون طيار لتنظيم داعش وقتل 20 عنصراً من مسلحيه». وأوضح أن «قوةً تابعة للفرقة العاشرة أسقطت طائرة مسيرة لداعش في منطقة الجرايشي، شمال الرمادي، كما قتلت قوة من عمليات الأنبار 15 مسلحاً بقصف مدفعي وسلاح المشاة في محيط منطقتي البوعبيد، والبوبالي، (شرق)، حيث كان يتجمع عناصر التنظيم لمهاجمة القوات الأمنية في المنطقتين». وأكد الناطق باسم القوات المشتركة العميد يحيى رسول ل «الحياة» أن «داعش يعيش انهياراً تاماً ولا يمكنه الصمود أمام الانتصارات التي تحققها القوات الأمنية والعشائر المساندة لها». واعتبر أن «لجوء التنظيم إلى نشر مقاطع فيديو تزعم السيطرة على المدينة دعاية إعلامية لم تحقق غرضها مع عودة مئات الأسر إلى الرمادي». وكان «داعش» بث مقطع فيديو يظهر عدداً من الجنود قال إنهم عناصر في الجيش يتوسلون عدم قتلهم، كما يظهر جندياً يرتدي زياً مدنياً، وهو يتوسل طلباً للنجاة، بينما يظهر في دقائق أخرى من المقطع عملية إعدام مسؤول عراقي سقط في يد أفراد التنظيم. في بغداد، قال الناطق باسم قيادة العمليات العميد سعد معن في بيان اطلعت عليه «الحياة» إن «الفرقة الأولى للشرطة الإتحادية، بالتعاون مع جهاز الأمن الوطني، ومن خلال معلومات استخبارية، ضبطت حزامين ناسفين وألقت القبض على إرهابي». وأكد قائد الشرطة الفريق رائد شاكر جودت في بيان «اعتقال أحد العناصر الإرهابية بحوزته حزام ناسف، في عملية أمنية في منطقة الزعفرانية». من جهة أخرى، اتهم محافظ صلاح الدين الجديد أحمد عبدالله الجبوري بعض فصائل «الحشد الشعبي» بعدم الانضباط وطالب بمحاسبة الخارجين على القانون، فيما أعلن الناطق باسم هيئة الحشد كريم النوري اعتقال نحو 400 شخص. وشاركت عشرات الفصائل المسلحة المنضوية في «الحشد الشعبي» في العمليات العسكرية التي انطلقت العام الماضي لطرد «داعش» من صلاح الدين. وقال الجبوري إن «بعض فصائل الحشد غير منضبطة»، وشدد على ضرورة «محاسبة الذين يتسببون بالإساءة إلى المقاتلين الصادقين المشاركين في عمليات التحرير»، داعياً إلى «وقوف الجميع في وجه المرائين». وأضاف أن «هناك سعياً لتدريب الشرطة المحلية والحشد في المحافظة بتنسيق مع العمليات المشتركة وبإشراف الجانب الأميركي»، مبيناً أن «الوجبة الأولى ستضم 1500 شرطي بعد شهرين من الآن». وتعليقاً على كلام المحافظ، قال الناطق باسم هيئة «الحشد الشعبي» كريم النوري ل «الحياة» إن «حديث الجبوري صحيح وهناك عناصر مسيئة وسيتم التنسيق مع المحافظة لمتابعتهم»، مبيناً أن «مديرية الأمن والانضباط في الحشد اعتقلت 400 حتى الآن، تبين أنهم لصوص ومندسون ويجري التحقيق معهم». وأوضح النوري أن «المحافظ سيقف مع الحشد لمحاربة العناصر المسيئة». وتسيطر فصائل الحشد على غالبية مناطق محافظة صلاح الدين التي طرد منها «داعش» وأبرزها سامراء وبلد والدجيل وتكريت والدور والعلم وبيجي ومحيط طوزخورماتو.