شدد مسؤولون وشيوخ عشائر في الأنبار على ضرورة التحضير لتحرير الفلوجة، وشددوا على أن غياب قوة عشائرية من سكانها أبرز المشاكل التي تواجه إطلاق العمليات، ولم تحسم حتى الآن مشاركة فصائل «الحشد الشعبي» فيها. وأعلن مسؤوولن محليون أول من امس اكتمال الإستعدادات لتحرير الفلوجة وتعهدت الولاياتالمتحدة دعم العشائر، ولكن الواقع على الأرض يشير الى العكس، فالمدينة هي الوحيدة التي لا تمتلك قوات من أبنائها، عكس الرمادي وهيت والبغدادي. وقال أحمد الجميلي، وهو أحد شيوخ عشائر الفلوجة، وموجود في بغداد ل «الحياة» امس ان «على الحكومة اتخاذ إجراءات استثنائية لتحرير المدينة بعد فشل الجيش في تحقيق أي تقدم منذ عام». وأضاف ان «قوات الأمن استخدمت القصف المدفعي الكثيف والغارات الجوية لضرب معاقل داعش، منذ شهور اضافة الى تضييق الحصار، ولكن ذلك لم يجدِ نفعاًً». وأضاف ان من القضايا الأساسية التي لم يتم حسمها مشاركة «الحشد الشعبي» في المعركة، «خصوصاً أن هناك حساسية لدى سكان الفلوجة من مشاركته، ومن الأفضل الإستعانة بقوات عشائرية محلية». وشرع الجيش منذ نيسان (أبريل) العام الماضي في عملية باسم «فجر الكرمة» لتحرير بلدتين محيطتين بالفلوجة، لكن العملية فشلت في تحقيق هدفها، وتعرضت القوات و «الحشد الشعبي» لحرب استنزاف. إلى ذلك، قال عبدالمجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ عشائر الرمادي ل «الحياة» ان «للفلوجة خصوصية فهي المدينة الوحيدة التي لا تملك قوات قوية من سكانها». وأضاف ان «على الحكومة تشكيل افواج عشائرية من أهلها وهم بالآلاف في مخيمات النازحين في بغداد وإقليم كردستان قبل التحرك»، ولفت الى ان «هناك افواجاً عشائرية لكنها غير قوية». وسكان الفلوجة عشائر معروف عنها معارضة الحكومة منذ سنوات، كما انها رفضت الانضمام الى تشكيلات «الصحوة» عام 2006، وفيها فصائل مسلحة سنية مناهضة لبغداد أبرزها «جيش المجاهدين» و «كتائب ثورة العشرين»، عكس باقي مدن الأنبار. ودعا عضو مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي القوات الامنية الى وضع خطة لتحرير الفلوجة تحفظ ارواح آلاف السكان وتحول دون حصول دمار كبير فيها. وقال ل «الحياة» إن «أهالي المدينة يرفضون داعش بعد ما عانوه تحت سطوته، وهناك عشائر تسعى الى مساعدة الجيش للخلاص من التنظيم، وعلى الحكومة اخذ ذلك في الاعتبار». الى ذلك، أعلنت «خلية الإعلام الحربي» في بيان امس ان «قوات مكافحة الإرهاب حررت قائمقامية هيت بعد تكبيد عناصر داعش خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات».