تسارعت وتيرة العمليات العسكرية لتحرير الرمادي، وعززت القوات وجودها شرق المدينة بعد إحكام السيطرة على منافذها الغربية والشمالية، ودعت الأهالي الى مغادرتها في أسرع وقت، وقررت الحكومة إيكال الجيش وقوات مكافحة الإرهاب الملف الأمني فيها لمنع الفوضى بعد التحرير. الى ذلك، عادت قوات «الحشد الشعبي» الى التحرّك في الأنبار، وشنّت هجمات في ناحية الصقلاوية، وعقد القيادي في الحشد هادي العامري، اجتماعاً لقادة الفصائل الموجودين في المنطقة. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، في بيان أمس، أنها طلبت من سكان الرمادي المغادرة «فورا» نحو جنوبالمدينة، بعد تأمين طريق آمن لهم، في إشارة الى قرب اقتحام حيث يتحصّن المئات من عناصر «داعش». ووجهت العمليات عبر مكبرات الصوت، نداءات الى العائلات تطلب منها المغادرة، وألقت الطائرات منشورات تدعو الجميع إلى التوجه نحو منطقة الحميرة، حيث ينتشر المئات من مقاتلي العشائر. وفتحت قوات الأمن جبهة جديدة في الرمادي عبر المنفذ الشرقي، وشنّت هجمات في منطقة المضيق في حصيبة، بعد نجاحها في إحكام السيطرة على المنافذ الشرقية والغربية، لكن المخاوف قائمة على السكان الذين يتخذهم «داعش» دروعاً بشرية. وقال ضابط كبير في «قيادة عمليات الأنبار»، ل «الحياة» أمس، أن «وحدات من الجيش وقوات مكافحة الإرهاب ستمسك الملف الأمني في المدينة بعد تحريرها، لمنع حصول فوضى وعمليات انتقامية، وقد أعدت قاعدة بيانات بعناصر «التنظيم لمنع الخلايا النائمة من الاختباء وسط الأهالي»، وأشار الى أن «مقاتلي العشائر الذين أكملوا تدريبات عسكرية في قاعدة الحبانية، سيتم دمجهم بثلاثة أفواج». وأكد أن تحرير الرمادي «أصبح في متناول اليد، والهدف المقبل للقوات الأمنية تحرير قضاء هيت في إطار خطة يجري إعدادها، ستشارك في تنفيذها وحدات من عمليات الأنبار ومن عمليات الجزيرة والبادية الموجودة في قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي». وقال محافظ الأنبار صهيب الراوي، خلال لقائه رئيس لجنة الدفاع في الكونغرس الأميركي جون ماكين، أن تحرير الرمادي أصبح وشيكاً، وطالب الولاياتالمتحدة بتقديم مزيد من الدعم للقوات الأمنية ومقاتلي العشائر. وأوضح بيان صدر عن المحافظ، أنه «استعرض خلال لقائه ماكين الجهود التي تبذلها المحافظة مع المنظمات الدولية لإعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة وتسهيل عودة النازحين إليها وإنجاز ملف المصالحة». وأكد «قرب تحرير قضاء الرمادي»، وطالب بضرورة «توفير مزيد من الدعم للقوات العراقية ومقاتلي العشائر ودعم الملف الإنساني في المحافظة». وكان ماكين قال خلال لقائه وزير الدفاع الليلة قبل الماضية: «إننا نطمح إلى الفوز القريب وتحرير الرمادي بالكامل من دنس عصابات داعش». الى ذلك، أعلنت فصائل «الحشد الشعبي» المنتشرة في محيط الفلوجة، تنفيذ هجمات في الصقلاوية، شمال الفلوجة، بعدما كانت ترابط في أطراف المنطقة، ومنع عناصر التنظيم من التسلّل إليها. وقال الناطق باسم الحشد كريم النوري، أن الفصائل «شنّت هجوماً للوصول الى جسر الصقلاوية الذي يربط الناحية بمدينة الفلوجة، لتضييق الخناق على مسلّحي داعش». وأضاف أن «قوات أخرى تحرز تقدماً من الجهة الشمالية الغربية (الجسر الياباني) باتجاه الفلوجة، ومن جنوب شرقي الفلوجة في ناحية الكرمة تتقدم أيضاً لتأمين ممر آمن للعائلات الراغبة في مغادرة المدينة».