أنجز لبنان استعداداته لاستقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم في زيارة تستمر نحو 26 ساعة حافلة باللقاءات السياسية والحزبية والدينية وبزيارة تجمعات للاجئين السوريين، إلى جانب لقاء الوحدة الفرنسية العاملة ضمن إطار قوات «يونيفيل»، ولقاء آخر مع الجيش اللبناني. ولبنان محطة أولى في جولة للرئيس هولاند تشمل مصر والأردن. ومن المقرر أن يصل الضيف الفرنسي في الثانية والنصف بعد الظهر إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ويكون في استقباله نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، وينتقل فوراً إلى ساحة النجمة للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري. ومن المقرر أن يجري اجتماعاً ثنائياً ويتبعه اجتماع موسع مع هيئة مكتب المجلس ويدلي كل من هولاند وبري بتصريح بعد الاجتماع، وينتقل هولاند إلى السراي الكبيرة للقاء رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في لقاء مصغر يليه لقاء موسع ثم يدلي كل من هولاند وسلام بتصريح. وينتقل هولاند إلى قصر الصنوبر مقر إقامته في لبنان، وهو منزل السفير الفرنسي، ويلتقي الجالية الفرنسية ويلقي خطاباً، ثم يستقبل على «عشاء عمل» شخصيات سياسية وحزبية لبنانية وناشطين في المجتمع المدني. ويحفل اليوم الثاني من الزيارة بلقاءات تبدأ باكراً مع البطريرك الماروني بشارة الراعي ثم مرجعيات روحية من بقية الطوائف، ويقام احتفال عسكري في قصر الصنوبر بحضور الوحدة الفرنسية العاملة في «يونيفيل»، ثم يجتمع هولاند مع مثقفين ومبادرين ضمن مشروع «وفاق المتوسط للعيش معاً»، ويلتقي بعدها عدداً من القيادات المسيحية والإسلامية وينتقل في الثانية عشرة ظهراً جواً إلى قاعدة رياق العسكرية ويزور مخيماً للاجئين السوريين ويلتقي فرقاً من الصليب الأحمر ومنظمة «يونيسيف» ويزور مركزاً ترفيهياً للاجئين ويدلي بتصريح ثم يلتقي منسقة الأممالمتحدة لدى لبنان سيغريد كاغ وممثلين عن منظمات دولية كما يلتقي عائلات سورية لاجئة قيد الانتقال إلى فرنسا. ومن المقرر أن يلتقي هولاند في قاعدة رياق العسكرية مدربين عسكريين فرنسيين وجنوداً لبنانيين ويعود إلى بيروت في الثالثة والنصف بعد الظهر ويغادر إلى القاهرة. وكانت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي واكبت الزيارة بإجراءات أمنية مشددة منعت بموجبها وقوف السيارات اعتباراً من مساء أمس، على الطرق وتقاطعات تمتد من المطار إلى قلب بيروت. واختلطت التوقعات من زيارة هولاند إلى لبنان، على رغم تأكيد أوساط هولاند أنه لا يحمل «عصا سحرية» لمشكلات لبنان، وأنه سيكتفي بتأكيد أن لبنان غير متروك من فرنسا. ورأى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، أن هولاند «لا يأتي بصفته رئيساً لفرنسا فقط، بل يحمل معه إرادة الاتحاد الأوروبي لحل الوضع في لبنان، وسيسعى إلى إحداث خرق سياسي ولكن جميعنا يعلم الآن أن الخروج من المأزق لا يتوقف على المساعي الحميدة، نظراً إلى الاحتدام في المنطقة وإلى السباق بين السلم والحرب». ووجهت «الرابطة المارونية» كتاباً مفتوحاً إلى هولاند لفتت فيه إلى «أن حماية النموذج اللبناني تقضي بالحفاظ على التوازنات الدقيقة التي قام عليها».