أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أن «لبنان يتعرض لخضات واضطرابات ولم يعد قادراً على التحمل». وقال في كلمته الافتتاحية في مؤتمر عن «ضحايا أعمال العنف الإتني والديني في الشرق الأوسط» عقد في باريس صباح أمس: « لبنان يستقبل مليوناً و500 ألف لاجئ سوري، وهو يحافظ على وحدته بطريقة ما لكنها عرضة للاهتزاز، وهو يعمل ليكون التعايش بين طوائفه ممكناً الحفاظ عليه، على رغم الجرائم التي تجري على بعد كيلومترات من حدوده. يجب أن ندعم لبنان ونقدم إليه مساعدات مالية أيضاً وهذا ما سيجري في الاجتماع المرتقب على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة». ولفت إلى أن «ملف الرئاسة في لبنان عالق منذ أكثر من سنة وفرنسا تساعد لكن الجواب لدى اللبنانيين أنفسهم». وسئل هولاند لدى مغادرته المؤتمر: هل يمكننا أن نتوقع انتخاب رئيس جديد للبنان قريباً؟ فأجاب: «مر أكثر من عام على ذلك وفرنسا تود المساعدة لكن على اللبنانيين أن يجيبوا عن هذا السؤال». وعن توقع حصول شيء عما قريب؟ أجاب: «لست أنا من يقول ذلك، بل البرلمان اللبناني». والتقى الرئيس الفرنسي على هامش المؤتمر، ممثل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة بشارة الراعي في المؤتمر، رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، وأبلغه أنه سيزور لبنان قريباً، «لأشهد على تضامني مع الشعب اللبناني الذي يواجه الكثير من التحديات الداخلية والخارجية، وسأكون سعيداً في اللقاء بك هناك». ولفت وفق بيان وزعه قصر الإليزيه إلى أن «لدينا علاقات مع الكنيسة المارونية فهي جزء من تراثنا، وهي في قسم كبير منها سبب قربنا من لبنان والعالم العربي». وقالت مصادر ديبلوماسية فرنسية ل «الحياة» إن زيارة هولاند لبنان تعبّر عن دعم فرنسا له وإن هولاند حين أعلن عن نيته الزيارة في سياق حديثه عن مشكلة اللاجئين في أوروبا خلال مؤتمره الصحافي فلأنه يدرك آثار الأزمة السورية على لبنان، وقوله إنه سيزور مخيماً للنازحين أثناء وجوده في لبنان يعود إلى اهتمام فرنسا بدعم المجتمعات المضيفة لهؤلاء النازحين، والتي تتحمل عبئاً كبيراً نتيجة وجودهم على الأرض اللبنانية. وتابعت المصادر: «يضاف إلى ذلك العلاقة الخاصة التي تربط فرنسابلبنان والرئيس هولاند هو أكثر رؤساء الدول الذين يتابعون باهتمام كبير الوضع اللبناني والتأزم الذي يعيشه». وذكّرت المصادر بأن أول زيارة قام بها هولاند بعد انتخابه رئيساً للمنطقة كانت للبنان في 4 تموز (يوليو) 2012 فضلاً عن أن باريس عضو فاعل في مجموعة الدعم الدولية للبنان التي ستجتمع في نيويورك خلال زيارة رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام الأممالمتحدة. وهي كانت لعبت دوراً في إنشاء هذه المجموعة ومساندة استمرارها في الاهتمام بالوضع اللبناني. وذكرت المصادر أن موعد زيارة هولاند لم يحدد بعد لكنها لن تتم إلا بعد أوائل شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.