أقامت اللجنة الوطنية لمئوية «لبنان الكبير»، وبمناسبة عيد العلم، حفلاً كرمت خلاله نحو 90 لبنانية هن ضباط وعناصر يعملن في المؤسسات العسكرية والأمنية و«يونيفيل» في قصر الصنوبر، برعاية رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام ممثلاً بعقيلته لمى سلام، القائم بالأعمال الفرنسي أرنو بيشو ممثلاً سفير فرنسا إيمانويل بون، وحشد كبير من الشخصيات السياسية والديبلوماسية والعسكرية والدينية والاجتماعية. وألقت النائب بهية الحريري كلمة بالمناسبة قالت فيها: «أمام هول الجريمة التي أصابت باريس العزيزة، التي لا تزال تقف معنا لنتجاوز أزماتنا وتحدياتنا، بادرت للاتصال بسعادة السفير بون لأعزيه وكنت أعتبر أن إلغاءنا لقاءنا هذا سيكون واجباً علينا ومشاركة منا لأصدقائنا في فرنسا في أحزانهم ومصابهم، ففاجأني السفير بجوابه أن إلغاء هذا الحفل يعتبر نجاحاً لليأس واليائسين الذين يريدون ضرب ثقافة الأمل والنجاح والانفتاح». وأضافت: «اليوم نلتقي مرة أخرى وبعد 95 عاماً لنجدد إيماننا بالدولة المدنية اللبنانية، لنغادر نهائياً يأسنا وتفرقنا ونزاعاتنا التي دفعنا ثمنها غالياً». وتابعت: «نريد مرة أخرى أن نتسلح بشجاعة الأمل لدى البطريرك الحويك والعيش الواحد والدولة الواحدة، وبشجاعة الأمل لدى الرئيس فرنسوا هولاند والحكومة والشعب الفرنسي بعدم الاستسلام لليأس رغم هول الجريمة ونجدد كلبنانيات دعوة الرئيس هولاند بتجديد شجاعته بزيارة لبنان في أقرب وقت ممكن، لنجدد الصداقة العميقة التي تجسدت في إعلان دولة لبنان الكبير وفي بعثة إرفد الانمائية مع الرئيس الراحل فؤاد شهاب، وفي باريس1 وباريس2، وإننا نتوقع منه أن يلبي دعوة اللبنانيات الى زيارة لبنان». وزادت: «أردنا أيضاً أن نتوجه بالتقدير والامتنان للصديقة سيغريد كاغ وللقوات الدولية الضامنة للأمن والاستقرار في جنوبنا، كما نتوجه بالشكر الكبير للرئيس تمام سلام الذي يتحمل المسؤولية الوطنية بكل جدارة وصبر وإيمان في دولة لبنان الكبير الحاضن لكل أبنائه دون تمييز أو إقصاء، والتقدير كذلك للبطريرك بشارة الراعي الذي كان معنا خطوة بخطوة ولا يزال من أجل أن يكون لبنان الكبير في مئويته 2020 وطناً يليق بالإنسان. إضافة الى السيدة الفاضلة رباب الصدر شقيقة الإمام المغيب موسى الصدر الذي نشعر أن سنوات تغييبه جعلتنا نشعر بضرورته». بيشو وألقى بيشو كلمة سأل فيها: «من كان يقول إن هذا الاحتفال سيقام بعد بضعة أيام على الاعتداءات المأسوية التي عصفت بلبنان في 12 تشرين الثاني (نوفمبر)؟ بتأثر عميق أستقبلكم اليوم باسم سفير فرنسا في قصر الصنوبر الذي شهد توافد أعداد كبيرة من المعزين إليه بعد اعتداءات باريس». وقال: «في هذا السياق الاستثنائي نحن مجتمعون لتكريم القوات التي تعمل كل يوم حفاظاً على أمن لبنان. في بيروت، وكذلك في باريس كان الجيش والقوى الأمنية في الخطوط الأمامية لمواجهة الإرهابيين، فالاحترام الكبير لهذه القوى ونقدم لها أيضاً دعمنا بشكل ثابت. هذا ما تقوم به فرنسا الوفية لصداقتها التاريخية مع لبنان من خلال دعم المؤسسات المعنية بأمن لبنان بتصميم وثبات، وإن اعتداءات باريس زادتنا تصميما على تعزيز هذا الدعم». ورأت المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ «أن العنف ليس جزءاً أو باباً للحل، وحدها مفاوضات السلام والحلول السياسية يمكن أن تجيب على احتياجات وانتظارات الناس، خصوصاً في هذه المنطقة». وكانت كلمة للمى سلام قالت فيها: «من هذا المكان الذي ولد فيه «لبنان الكبير»، نعبر عن تضامننا القلبي مع فرنسا، الكبيرة بقيمها، ونعزي فرنسا، رئيساً وحكومة وشعباً، بضحايا الهجمات البربرية التي استهدفت باريس، ونقف معها كما وقفت معنا في كل محننا. نحن الذين خبرنا كل أنواع الحروب والإرهاب، ولا نزال نعيش مآسيها، نعرف تماماً حجم هذا الألم». ولفتت إلى أن «أمام هذه الوحشية التي تدعي الانتماء إلى الدين وهي في الواقع نقيضه وتستهدف القيم الإنسانية السامية التي ترفع فرنسا لواءها وتتخذها نهجاً بالتوحد دفاعاً عن هذه القيم، قررت فرنسا أن تواجه الإجرام». وأكدت أنه «بالوحدة الوطنية، والتمسك بالعيش الواحد، يواجه لبنان التطرف هو أيضاً، من برج البراجنة الجريحة، إلى عرسال الصامدة، مروراً ببيروت مدينة جميع اللبنانيين، وبطرابلس التي ترفض تشويه صورتها».