اعتبر القائم بأعمال سفارة فرنسا في لبنان ديدييه شابير أنه «يجب (على اللبنانيين) التوصّل إلى آليات توفّر الضمانات في شكل متبادل، مما يسمح باسترجاع الثقة وباستئناف الحوار في جو هادئ وبناء»، وشدد على أنه «أمام المخاطر التي تحدق بلبنان، من الضروري اليوم، أكثر من أي وقت مضى، العمل من أجل تعزيز التآلف بين مختلف الطوائف». كلام شابير جاء خلال القداس التقليدي الذي تقيمه الكنسية المارونية على نية فرنسا في 15 آب (أغسطس) من كل عام، والذي ترأسه مطران بيروت للموارنة بولس مطر. وتحدث شابير عن العلاقات المميزة التي تربط فرنسا بالطائفة المارونية ولبنان وقال: «في 14 تموز (يوليو) الماضي، افتتحت كتيبة من القوات الفرنسية العاملة في إطار يونيفيل العرض العسكري التقليدي (في باريس)، كدليل على التزام فرنسا الذي لا يتزعزع إلى جانب لبنان سيّد ومستقل ومستقر وموحّد، وعلى تمسّكنا بالقرار 1701 وبالعمل الذي تقوم به يونيفيل». ورأى أن الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية لوران فابيوس للبنان (تبدأ عصر اليوم)، «تدّل على أن فرنسا، في الوقت الذي تؤثر فيه الأزمة السورية على البلدان المجاورة، حريصة على الإصغاء إلى جميع الشركاء». وأضاف: «كبيرة هي التحديات التي يواجهها لبنان اليوم، ومن الضروري، أكثر من أي وقت مضى، أن يتم التصدي لها من دون أي ضعف أو وهن. وفرنسا باقية إلى جانبكم من أجل دعم لبنان ومساعدته». وذكّر بالزيارة التي قام بها الرئيس اللبناني ميشال سليمان لباريس بناء لرغبة الرئيس فرانسوا هولاند وبدعم فرنسا «لكل المؤسسات اللبنانية التي تعمل على تمتين الدولة في الوقت الذي تواجه حالياً المحن والتجارب. وكما سبق وفعلت في الماضي، ستدعم فرنسا من دون هوادة كل المبادرات الرامية إلى تقوية بُنى الدولة والجيش وقوى الأمن الداخلي، المنخرطة في الدفاع عن البلاد والحفاظ على استقرارها». وتابع: «يجب أن يبقى الجيش مؤسسة تمثّل وحدة اللبنانيين لخدمة مشروع مشترك، ألا وهو الاستقرار. وكما قال الرئيس سليمان قبل أسبوعين، يجب أن يكون الجيش أيضاً المؤسسة الوحيدة التي تشكل المرجعية في ما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية. أما قوى الأمن الداخلي، فلا بدّ من التنويه بالتزامها الشجاع في مجال مكافحة الإرهاب والحفاظ على هذا الالتزام». وأعلن شابير أن فرنسا قلقة من «انعكاسات المأساة السورية على لبنان، فاللاجئون الذين تتزايد أعدادهم باستمرار يشكلون تحديات جديدة ويثيرون في بعض الأحيان مخاوف مشروعة. من المهّم أن يتم استقبال هذه الجماعات المتألمة في ظروف لائقة تحترم كرامتها، مع مراعاة واجب احترام الجميع، أي اللبنانيين والسوريين على حدّ سواء. ونفكر بالحجاج الشيعة الذين اختُطفوا في سورية ونوجّه رسالة تعاطف إلى عائلاتهم». واعتبر أنه «في هذا الإطار المضطرب، من المهم اليوم أكثر من أي وقت مضى أخذ الإجراءات الضرورية، بهدف جمع مختلف الطوائف اللبنانية حول مشروع موحّد»، مؤكداً أن زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الشهر المقبل للبنان «تتسم بنكهة خاصة وتشكّل في هذه الأوقات العصيبة رسالة أمل من أجل لبنان الذي عانى الأمرين والذي بحاجة إلى أن ينعم بالسلام». وختم قائلاً: «بعد أقل من عام، سيخوض لبنان انتخابات تشريعية جديدة. لا بد من احترام هذا الاستحقاق ضمن احترام التوازنات الطائفية والتوافق اللبناني».