قال رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه إنه «يجب أن تكون هناك نقطة للتقدّم في الملف اللبناني ويجب أن يكون لهذا البلد رئيس اليوم أو غداً»، مؤكّداً أن «المؤسسات اللبنانية تدخل في مرحلة جمود مقلقة وهناك حكومة تعاني من الصعوبات في اتخاذ القرارات وعلى اللبنانيين أن يقرروا مصيرهم بأيديهم». وأضاف: «لبنان هش ولكنه عنيد ومقاوم في الوقت نفسه، للصراعات الدامية والاضطرابات المدمرة في البلدان المحيطة به». وشدد على أن «حضور فرنسا ومجلس الشيوخ الفرنسي إلى جانب أصدقائنا في لبنان واجب في الأوقات الحرجة لمساعدته ودعمه والوقوف إلى جانبه». وأشار لارشيه في مؤتمر صحافي في قصر الصنوبر، قبل مغادرته بيروت متوجّهاً إلى باريس مع الوفد المرافق له، إلى أنه القضية اللبنانية لم تعد في مقدمة الاهتمامات الدولية كما أيام الطائف او الدوحة لذلك يعود للبنانيين ان يمسكوا زمام أمورهم، ووجدت رئيس الحكومة (تمام سلام) قلقاً من بقاء الشلل في عمل الحكومة»، مشيراً إلى أن «الوضع الاقتصادي لم يسجّل أي نمو هذه السنة كما علمت». وركَّز على أهمية العلاقات الاقتصادية بين لبنانوفرنسا. وتطرق إلى موضوع النازحين السوريين، لافتاً إلى أن «لبنان هو الذي يستضيف العدد الأكبر من النازحين السوريين، وإذا لم نساعده في شكل جماعي إضافة إلى الجماعات المضيفة، سنكون أمام واقع صعب جداً. وأعلن أن الرئيس فرانسوا هولاند سيعلن في الاسابيع المقبلة برنامجاً للمساعدة. وعن لقائه عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد، قال: «تناقشنا في السياسة والوضع في لبنان وأن اللبنانيين عليهم حل مشاكلهم وقلت له أننا نشدد على الوفاق بين جميع أطرافه، وفرنسا تبحث عن السلام في بلد الرسالة والحضارة». ورداً على الأسئلة، قال إن «على اللبنانيين اختيار رئيسهم وليس باريس أو طهران أو الرياض». وعما سيحمله إلى طهران خلال زيارته المقبلة لها، قال: «سألتقي الرئيس الايراني حسن روحاني الذي يزور فرنسا بعد 3 أسابيع، وأنتظر اللقاء باهتمام، وسأقول لايران ان لبنان مستقر ونموذج للتعايش». وكشف عن طرح 3 اسماء للرئاسة خلال لقائه مع سياسين لكنه لن يكشف عنها. وكان لارشيه زار على رأس وفد، يرافقه السفير الفرنسي في لبنان إيمانويل بون، دارَ مطرانية بيروت للموارنة في الأشرفية، واستقبله رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، باسم البطريرك بشارة الراعي «الذي أوكلني شرف تمثيله في هذا اللقاء وإهدائك تحياته من روما»، مشيداً «بتمسك لبنان بعلاقاته التاريخية والمتينة مع فرنسا». وأشار إلى أن لبنان لم يتخط بعد مشاكله، خصوصاً أمام تعثره في الانتخابات الرئاسية، ولم يدع غبطته مناسبة دون الدعوة لاحترام المواعيد الدستورية». وقال: «في لبنان نجحنا في احترام الحريات، والمجتمع اللبناني كلاً ينعم بها، واستطعنا ترجمة المساواة بين أبناء الوطن على اختلاف مشاربهم، ونتمسك بالتعايش بين المسيحيين والمسلمين ونعمل معاً لمصير مشترك». وسأل مطر: «على رغم تميز لبنان بهذا العيش المشترك لماذا يتخبط اليوم في مشاكله ولا يستطيع تنظيم الحكم فيه؟ لماذا لم يتم انتخاب رئيس جديد للبنان طوال هذه الفترة؟ والإجابة على هذا السؤال سهل جداً، ألا وهو ضرورة أن يتخلى اللبنانيون عن السياسات الخارجية وفصل مشاكل الخارج عنهم، فتحل مشاكلهم». أضاف: «منطقة مقسمة تقسم لبنان أيضاً، ونحن بحاجة لأن ننطلق من لبنان ذاته للمساعدة لإيجاد الحلول حتى لمشاكل المنطقة، وذلك من خلال الروح اللبنانية». وقال: «نحن بحاجة الى تعلقنا أولاً بوطننا وبدوره الإقليمي والدولي، وعلينا الاحتفاظ بهذا الكنز الذي ننعم به والعمل بشجاعة على حل كل مشاكلنا بعيداً من مشاكل الآخرين». ورد لارشيه بكلمة شكر فيها مطر، وحمّله تحياته إلى البطريرك الراعي. وأشاد بالعلاقة التي «تربط بلاده بلبنان والتي تربط اللبنانيين بالفرنسيين، وخصوصاً على الصعيد الثقافي والاجتماعي».