نظم المئات من أنصار «الحراك الجنوبي» أمس تظاهرات احتجاج في مدينة الضالع (جنوب اليمن)، بعد يوم على اشتباكات دامية بين قوات الجيش وعناصر انفصالية مسلحة، أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل بينهم جنديان، وجرح 19 آخرين، منهم أربعة جنود. وقالت مصادر محلية ل «الحياة» إن التظاهرات انتهت بهدوء لكن التوتر لا يزال سائداً في المدينة. من جهتها اتهمت الحكومة اليمنية أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» ب «تحريض العناصر التخريبية الخارجة عن النظام والقانون، وتشجيعها على القيام بأعمال الفوضى والتخريب ودعمها من خلال البيانات التحريضية التي تؤدي إلى تمادي تلك العناصر في غيها وتصرفاتها الهدامة». وقال مصدر في المكتب الإعلامي في رئاسة الوزراء «إنه في الوقت الذي كان يمفترض أن تقف فيه تلك الأحزاب إلى جانب السلطة المحلية والأجهزة الأمنية في محافظة الضالع، وهي تؤدي واجبها للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة، وعلى أرواح المواطنين وممتلكاتهم والتصدي لأعمال الشغب والفوضى، تقوم هذه الأحزاب بالدفاع عن الخارجين على القانون، والترويج لثقافة الفوضى والكراهية في المحافظة، وتعطيل عملية التنمية فيها». ووصف المصدر ما تضمنه بيان «المشترك» حول احداث الضالع ب «المغالطات». وأضاف «إنما هي في الحقيقة محاولة لتضليل الرأي العام، وتنصل تلك الأحزاب من مسؤوليتها إزاء ما يجري من أعمال شغب وفوضى، وكل ما يتصل بها من تداعيات سلبية، على الجوانب الأمنية والاجتماعية والإنسانية والسكينة العامة في المحافظة». وكانت أحزاب المعارضة دانت «التصرفات الوحشية التي تمارسها السلطة باستخدام القوة في قتل المدنيين وقصف أحياء مدينة الضالع ونشر الرعب والهلع بين السكان، ومواجهة الفعاليات السلمية بالعنف». على صعيد آخر، يواجه النازحون بسبب الحرب في محافظة صعدة، شمال اليمن، صعوبات كبيرة في العودة إلى قراهم ومنازلهم بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة التي تعيشها مناطق الصراع هناك بين المتمردين الحوثيين والقبائل المناصرة للدولة. وقالت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في اليمن كلير بورجوا أمس «أن نحو 60 ألفاً من بين 350 ألفاً فروا من الصراع عادوا الى ديارهم منذ إعلان الهدنة في شباط (فبراير) الماضي لكن العائدين ومقدمي المساعدات يخشون من تجدد أعمال العنف». واضافت لوكالة «رويترز» أن «الألغام الأرضية والدمار المنتشر وغياب تمثيل الدولة في المناطق المتضررة خاصة في محافظة صعدة التي جاء منها أغلب المهجرين وكذلك منطقة حرف سفيان تزيد من مخاوف الناس».