على إيقاع عرضة «الزرفة»، احتفل محمد عيد العازمي، مساء أول من أمس، بزواجه. ولم يكن هذا الزواج، الذي أقيم في خيمة كبيرة في هجرة النقيرة (محافظة النعيرية) عادياً، بكل المقاييس، فالعريس العازمي البالغ من العمر 97 عاماً، كان محاطاً ب95 من أبنائه وأحفاده، وأبناء أحفاده وأبناء هؤلاء أيضاً. أما العروس (90 عاماً)، فكانت في مكان آخر تحتفي بها النساء في حفلة زفافها السادسة. ولا تقتصر المفارقة في زواج العازمي، الذي حضره جمع غفير من الأقارب والأهالي والأصدقاء، الذين لم يتبق منهم إلا العدد القليل، فالأهم من ذلك ان الحلم الذي رواد العريس شاباً، تحقق وهو على أعتاب دخول عامه المئة، فلقد كان العازمي يرغب، وهو لم يكمل ال20، في الاقتران بزوجته هذه، بيد ان عادة «الحيرة»، والتي تلتزم فيها بعض القبائل السعودية، بحصر زواج الفتاة من أحد أبناء عمومتها، حالت دون ذلك يومها. وتزوج العازمي من أخرى، بعد ان عجز عن إقناع ذوي الفتاة بتزويجه ابنتهم، كما تزوج ثانية، وقد فارقت الزوجتان الحياة، وآخرهما توفيت قبل نحو عام. ولديه اليوم أربعة أبناء، ومثلهم من الإناث، إضافة إلى 95 حفيداً من الذكور والإناث، وهو يتمتع بصحة جيدة. أما «الفتاة» فتزوجت من خمسة أشخاص، طلقها ثلاثة منهم، فيما فارق الحياة الاثنان الآخران، من دون أن تنجب أولاداً من أي منهم. ووسط زحام المهنئين بالزواج، قال العازمي ل«الحياة»: «كان هدفي من هذا الزواج البحث عن الاستقرار والراحة، بعد شعوري بالوحدة، في أعقاب وفاة زوجتي قبل نحو عام من الآن، فقررت البحث عن زوجة ثالثة، لأضرب مثالاً للشباب والرجال الذين ترملوا بعد وفاة زوجاتهم، وكذلك لتشجيع تعدد الزوجات مهما وصل عمر الرجل، وبخاصة من يتمتعون بصحة جيدة وبقوى عقلية سليمة». وعلى رغم ان جميع أولاده وأحفاده يحيطون به، ويسعون إلى نيل رضاه، إلا ان العازمي يقول: «مهما كبر المرء، فانه يبقى في حاجة إلى شريك حياة، يؤنسه ويتحدث معه، ويبثه همومه، فأولادي على رغم حرصهم على راحتي، إلا أنهم مشغولون بهمومهم وحياتهم الخاصة». وتسلم سعود التويمي، وهو أحد أقارب العريس، دفة الحديث، قائلاً: «لم يجد أبو هادي (العريس) من يشاركه بقية حياته سوى من أحبها في شبابه، إذ عادت به الذاكرة إليها، فقرر الزواج منها، وها هو اليوم يعتبر العريس المميز»، مضيفاً بابتسامة «سيدخل اليوم القفص الماسي، وليس الذهبي، فالذهبي انتهى منذ زمن». ويخرج عايد هادي من حلقة «العرضة»، التي يتمايل فيها جده العريس بجوار الشاعر مجبل الحشاش، ليقول إلى «الحياة»: «الهدف من زواج جدي هو البحث عن الاستقرار والراحة، بعدما توفيت جدتي قبل نحو عام»، مضيفاً «أثثنا منزلاً لجدي بحسب المواصفات التي تتناسب مع عمره هو وزوجته الجديدة، فهو يتمتع بصحة جيدة، ونتمنى أن يتمها الله عليه، ونحن نبحث عن رضائه».