أعلنت القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش اليمني أمس السيطرة على مناطق جديدة في محافظة الجوف، بعد معارك ضارية مع مسلحي الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح، بدعم جوي من طيران التحالف العربي. وأكدت قتل وجرح عشرات المتمردين في المعارك المحتدمة في جبهات مأرب والبيضاء وتعز وفي مناطق مديرية نهم، شمال شرقي صنعاء. جاء ذلك قبل ساعات من سريان اتفاق وقف النار الذي كان يفترض دخوله حيز التنفيذ منتصف ليل أمس، على ما حددته الأممالمتحدة، في سياق التحضير لمفاوضات الكويت المرتقبة في 18 الشهر الجاري، بين الأطراف اليمنية ممثلة بالحكومة الشرعية وحلفائها من جهة، وجماعة الحوثيين وحزب صالح من جهة أخرى. في غضون ذلك، قال رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، خلال لقائه أمس في الرياض رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن باتينا موشايت إن مفاوضات الكويت «فرصة حقيقية لتحقيق السلام». وأضاف: «نحن ذاهبون إلى الكويت، ومتفائلون»، مؤكداً أن «تنفيذ القرار الدولي الرقم 2216 كمنظومة متكاملة أقصر الطرق إلى تحقيق السلام الدائم والشامل». ويأمل الشارع اليمني أن تلتزم الأطراف المتقاتلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ويعول على نجاح مفاوضات الكويت للتوصل إلى اتفاق لوقف النار وإنهاء معاناة الملايين الواقعين تحت وطأة ظروف إنسانية بالغة التعقيد، بسبب نقص الغذاء والدواء والخدمات وفقد المساكن والوظائف وارتفاع أسعار السلع الرئيسية. وجدد الرئيس عبد ربه منصور هادي موقفه، خلال اجتماع لأعضاء فريقه السياسي وفريق المشاورات في الرياض حيث يقيم. وقال: «سنذهب الى المشاورات من أجل السلام وبروح الفريق الواحد لتنفيذ تلك التطلعات في وقف الحرب وتسليم الميليشيا السلاح وغيرها من الإلتزامات التي نص عليها القرار الرقم 2216 والشروع في استئناف العملية السياسية». وينص القرار الدولي على انسحاب المتمردين من المدن التي سيطروا عليها وتسليم الأسلحة الثقيلة التي سقطت في حوزتهم. وسبقت اتفاق وقف النار تهدئة حدودية تم التوصل اليها الشهر الماضي بوساطة قبلية بين السعودية والمتمردين، أفضت الى خفض مستوى العنف عبر الحدود وتبادل أسرى بين الجانبين. ميدانياً، أفادت مصادر «المقاومة» والجيش أن قواتهما المشتركة سيطرت أمس على مركز مديرية «المتون»، غرب الجوف، بعد معارك مع الحوثيين وقوات صالح، شارك فيها طيران التحالف العربي مستهدفاً مواقعهم وخطوطهم الأمامية. وأضافت أن «عشرات الحوثيين سقطوا قتلى وجرحى، خلال المعارك والقصف المدفعي والغارات الجوية في مناطق المتون والغيل والعقبة في ظل تقدم مستمر للجيش وانهيار في صفوف المتمردين». وأفادت مصادر ميدانية أن المواجهات بين الطرفين مستمرة في مناطق نهم، شمال شرقي صنعاء. في تعز، طاولت غارات التحالف مواقع الحوثيين في الجبهة الغربية من المدينة، في ظل استمرار المواجهات في مناطق الضباب وأحياء عدة شرقها، وبخاصة في حي «ثعبات»، كما استهدف القصف الجوي مواقع المتمردين في صرواح وجبال «هيلان»، غرب مأرب. على صعيد منفصل تجدد أمس مسلسل الاغتيالات في عدن وأفادت مصادر أمنية وطبية أن مسلحين مجهولين، يعتقد بأنهم على صلة بتنظيم «القاعدة»، اغتالوا الأمين العام للمجلس المحلي في مديرية المنصورة مع نجله، أثناء وجودهما في «حي ريمي» شمال المدينة.