تجاهل رئيس كردستان مسعود بارزاني الضغوط الأميركية والأوروبية لتأجيل الاستفتاء على استقلال الإقليم، ووجه انتقادات حادة إلى قوى كردية تعارض توقيت إجراء الاستفتاء، مؤكدا أن «الخطوة لا تعني إعلان الدولة». وتعد هذه ليست المرة الأولى التي يلوح فيها أكراد العراق بالإستقلال، فما الجديد في الدعوات التي انطلقت أخيراً. وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، اجتمع أخيراً مع الأطراف السياسية الرئيسة والأحزاب المشاركة في الحكومة باستثناء حركة التغيير المعارضة والجماعة الإسلامية الكردستانية، وشدد على إجراء استفتاء حول مصير ومستقبل إقليم كردستان قبل بدء الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة الأميركية، أي قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقال رئيس ديوان الإقليم فؤاد حسين إن الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها بارزاني، أخيراً، إلى الولاياتالمتحدة الأميركية للقاء أوباما تأجلت إلى وقت لاحق»، مضيفاً أن بارزاني و نائب الرئيس الأميركي جو بايدن «شددا على أن المرحلة الحالية هي مرحلة حساسة وتتطلب استمرار الاتصالات وتبادل الآراء بين واشنطن واربيل». ووفق إحصاء العام 2005، يبلغ عدد سكان إقليم كردستان العراق 5.5 ملايين نسمة أكثرهم من الأكراد إضافة لأقليات أخرى كالعرب والتركمان والآشوريين، ويعد أكثر هؤلاء السكان من المسلمين السنة إضافة لأقليات دينية من المسيحيين والعلويين والصابئة واليهود. وأصبحت مساحة إقليم كردستان العراق 40 ألف كيلومتر مربع، إذ كانت 37 ألف كيلومتر في 11 آذار (مارس) 1970 وتشمل ثلاث مناطق رئيسة هي أربيل ودهوك والسليمانية. ويصدر كردستان العراق الذي تعمل به 24 مجموعة نفطية غربية حوالى 100 ألف برميل نفط يومياً عبر ميناء جيهان التركي. وأثار تصدير هذا النفط مشكلات متكررة بين أربيل وحكومة بغداد. وفي العام 2013 أسس إقليم كردستان وتركيا أنبوباً خاصاً بهما لتصدير النفط إلى أوروبا عبر ميناء جيهان التركي. وتظهر إحصاءات حكومة كردستان تحقيق إقليمها نسبة نمو سنوي تناهز 6 في المئة، وتمثل التجارة أحد أهم مصادر الدخل الاقتصادي للإقليم، ويبلغ حجم التبادل التجاري مع تركيا وحدها حوالى ستة بلايين دولار سنويا، وعلى رغم عدم استقرار العلاقات بين أربيل وأنقرة يعمل بالإقليم الكردي أكثر من 200 شركة تركية. وشهد العام 2013 أحداث عدة، ففي نيسان (أبريل) قتل 31 شخصا على الأقل، وأصيب أكثر من 200 آخرين في تفجيرات وقعت بمدن متفرقة في العراق، ومن بينها كردستان، وفي أيار (مايو) من نفس العام حشود غفيرة من اللاجئين السوريين تدفع السلطات إلى إغلاق الحدود بشكل موقت. وسبب الانتخابات البرلمانية في الإقليم قلقاً للحكومة بسبب فوز حركة التغيير المعارضة ب 24 مقعدا في أيلول (سبتمبر) 2013، مما يدفع بحزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" بزعامة الرئيس جلال طالباني إلى المركز الثالث في تلك الانتخابات. ولا يزال الحزب "الديموقراطي الكردستاني" بزعامة برزاني صاحب الكتلة الأكبر في البرلمان باحتلاله 38 مقعداً. يذكر أن مستشار «مجلس أمن الإقليم» مسرور بارزاني، قال عبر حسابه في «فايسبوك»، إن «العراق بني على أسس جغرافية خاطئة، ومنذ قرن تبذل جهود ليكون دولة من دون جدوى»، مشيراً إلى أن «السبب الرئيس في ظهور تنظيم داعش في المنطقة هو سياسي».