اتهمت حركة «التغيير» رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني باستخدام دعوته إلى الاستفتاء على الانفصال عن العراق ورقة ل «للاستئثار» بكرسي الرئاسة، فيما دعته «الجماعة الإسلامية» إلى العمل لتوحيد البيت الكردي والتعامل ب «حيادية» لتحقيق «حلم الاستقلال». وكان بارزاني أكد في بيانات وتصريحات أطلقها أخيراً، المضي في إجراء استفتاء شعبي عام «غير ملزم» على الاستقلال، قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وسط تحفظات محلية ودولية عن توقيت الخطوة. وأعلنت «التغيير» أن «إقليم كردستان يتميز عن باقي أجزاء كردستان الكبرى (المناطق الكردية في سورية وتركيا وإيران) بتمتعه بإدارة ذاتية في إطار الدولة العراقية، وهذه الميزة منحته الدفعة والرغبة في إجراء استفتاء على الاستقلال»، وأضافت: «في ظل الخلافات مع بغداد التي تحتاج إلى مشاورات مضنية، هناك سؤال يطرح نفسه: هل إن الإقليم يستخدم الاستفتاء ورقة ضد الحكومة العراقية؟ وهذا ليس غريباً على أصحاب القرار الأكراد الذين يلاحظ أنهم في كل أزمة بين الطرفين يلجأون إلى التهديد بورقة الانسحاب من العملية السياسية أو الانفصال، واستخدامها من قبل بارزاني في هذا الظرف من أجل احتكار منصب رئاسة الإقليم، خصوصاً أن ولايته انتهت منذ 19 من آب (أغسطس) عام 2015»، مشيرة إلى أنه بعد «الفشل الاقتصادي والسياسي وإدارة حكومة الإقليم وبروز أزمة رئاسية، أثار بارزاني مرة أخرى مسألة الاستفتاء، وتراجع بقوله أن الاستفتاء غير ملزم، وهذا دليل على أنه يحاول كسب عطف الشارع للقفز على الاحتجاجات». في المقابل، نقلت وسائل إعلام مقربة من الحزب «الديموقراطي»، بزعامة بارزاني، عن المستشار في المكتب السياسي عارف رشدي دعوته إلى «العمل من أجل إنجاح الاستفتاء بدلاً من الاتفاق مع بغداد»، وأضاف أن «بارزاني كلف لجنة لمناقشة خطوة الاستفتاء مع دول العالم»، مؤكداً أن «سياسات رئيس الوزراء حيدر العبادي تشير إلى أن بغداد لن تتواصل مع الأكراد، وعليه فإن القوى الكردية مدعوة إلى توحيد المواقف إزاء هذا المطلب الوطني والقومي والتهيئة للاستفتاء والإعداد لإعلان الدولة». وقال القيادي الناطق باسم «الجماعة الإسلامية» محمد حكيم في بيان إن «أول خطوة مؤثرة وفعلية نحو الاستقلال هي توحيد البيت الكردي، وإذا كان بارزاني يريد أن يكون مؤسساً لهذه الدولة فعليه الاستعجال في تحقيق هذا الشرط وأن يتعامل بشكل متوازن مع كل الأطراف وأن لا يميز بين نجله وأبناء الشعب، كما أن عليه إنجاز الإصلاحات والعمل على تفعيل البرلمان المعطل والقضاء على الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية وترسيخ حكم القانون العادل، حينها يمكن أن يحظى بشرف مؤسس الدولة الكردية، فالحلول والأهداف واضحة».