ينطلق في مدينة صفاقس الأربعاء المقبل، مهرجان «استخبار للموسيقات»، تحت شعار «حدث الوتر... قال». ويشارك في المهرجان طلبة من مختلف المؤسسات الجامعية المحلية والوطنية والدولية، ومن يختصّ في العزف سواء كان عزفاً منفرداً أو في مجموعات موسيقية. ويهدف المهرجان إلى خلق فضاء إبداعي وفني يعرض فيه الطلبة ويتبادلون الخبرات عزفاً وتنفيذاً وتعبيراً، إضافة إلى بعث محطة ثقافية موسيقية سنوية من شأنها تشكيل حلقة تُضاف إلى بقية المهرجانات واللقاءات الثقافية المؤثثة للمشهد الثقافي في تونس. وبحسب المنظمين يعتبر المهرجان «حدثا موسيقيا يندرج ضمن مساءلة الموروث واِستقراء الواقع واِستشراف المستقبل في نظرة واقعية إلى الموسيقى المتواترة في تونس وفي العالم العربي والفضاء المتوسطي وحتى على المستوى الدّولي، فالهوّية الموسيقية يمكن أن تتجلى في نظرنا في خيال الطّالب العازف أو المنفذ وكذلك من خلال التّعبيرات التي يراها مناسبة له». وينظم بالتّوازي مع المهرجان مؤتمر دولي يهتم بالموسيقى والعلوم الموسيقية تشارك فيه خبرات وكفاءات جامعية وطنية ودولية. كما استضافت صفاقس والتي تُعرف أيضاً ب «عاصمة الجنوب التونسي» عدداً من الفعاليات الثقافية والفنية، وصفاقس التي رشحت لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2016 تعتبر واحدة من أهم المدن التونسية من حيث النشاط الثقافي، ومنها تخرّج عدد كبير من الفنانين من بينهم صابر الرباعي. وفي هذا الإطار، نظمت دار الثقافة ساقية الدائر والمعهد الجهوي للموسيقى بالتعاون مع المعهد العالي للموسيقى في المحافظة، الدورة الثامنة لمهرجان الكمنجة واختارت هيئته أن تكون باسم الفنانة التونسية صليحة (1914 – 1958) في إطار الاحتفال بمئويتها. وصنفت وزارة الثقافة المهرجان ضمن عشر مهرجانات وطنية اعترافاً منها بالنجاح الذي حققه خلال سبع سنوات. وتضمنت الدورة الثامنة للمهرجان نشاطات مختلفة، إذ استضاف يوم الافتتاح معرض صور للدورات السابقة وفيلم وثائقي حول مسيرة الفنانة صليحة، فضلاً عن عرض موسيقى لمختلف ورش الكمنجة بالمعهد الجهوي للموسيقى بصفاقس ومختلف فروعه، وعرض لمنتخب المعهد بقيادة وتوزيع الأستاذ رستم السافي وإدارة الفنان محمد كمون. وتخلل هذه الفقرات تكريم الفنانة سعاد محاسن تقديراً لمسيرتها الفنية عموماً وأعمالها الموسيقية في التراث الكافي خصوصاً، والفنان عبد الباسط متسهل عازف الكمنجة وقائد فرقة الفنان زياد غرسة. واستضافت المحافظة الدورة الأولى من «مهرجان القلّة» الذي قدم القيمون عليه ورش عمل للأطفال ومعرضاً تقليديّاً وخيمة للحرف التقليديّة وعرضاً فولكلوريّاً لفرقة «طبّال قرقنة».