انتهى المغني التونسي الزين الحداد من تصوير فيديو كليب خاص بالنشيد الرسمي للقيروان عاصمة الثقافة الإسلامية، والذي يقول مطلعه «قيروان أنت فخر الزمان» وكان الحداد قدم هذا النشيد يوم الافتتاح الرسمي لفعاليات المدينة كعاصمة ثقافية. والزين واحد من أجمل الأصوات التونسية وأكثرها تمسكاً بالتراث الموسيقي التونسي. وهو ابن الفرقة الرشيدية، أعرق المدارس الموسيقية في تونس، تشبّع بالمالوف والموشحات وغرف من منابع الإبداع فيها ليقدم أغنية تونسية موغلة في الأصالة والخصوصية. وقدم على امتداد مسيرته الحافلة عدداً من الأغنيات كرس فيها خطه وتوجهه الذي لم يحد عنه أبداً. أصدر الحداد 5 ألبومات غنائية، بعضها مدعوم من وزارة الثقافة، كما مثل تونس في عدد من المحافل العربية والدوليّة، وكان في كل مرة السفير الأمين على الموسيقى والأغنية والتراث التونسي. وعن آخر أعماله، يقول الحداد: «صوّرت أخيراً الأغنية الخاصة بالقيروان، عاصمة الثقافة الإسلامية، والتي كتب كلماتها الشاعر جعفر ماجد ولحنها الموسيقار عبد الحكيم بلقايد وأنتجتها مؤسسة التلفزيون التونسي. والعمل من إخراج خلف الله الخلصي، وهو حالياً في طور التركيب». ويضيف: «كما شاركت في الدورة الأولى من مهرجان الأغنية المقدسة في العاصمة الفرنسية، برعاية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وكان الهدف منه المساهمة في تقارب الأديان ونبذ التعصب وتكريس قيم التسامح. وكان لي شرف اختتام أول دورة من المهرجان في قاعة «يونسكو» في باريس، بحضور جمهور غفير من أجناس مختلفة وديانات وأعراق متعددة». في تلك السهرة قدم الحداد عدداً من أغانيه، وشاركه عازفان على آلتي الناي والعود لإبراز المخزون الثقافي الديني التونسي لدى الجمهور الحاضر. ويقول: «قدمت أغنيات مثل «انزاد النبيّ» و«اللهم صلّي على سيدي النبيّ» و«تشويق الحج» و«يا محمد يا جد الحسنين». ويؤكد أنّ «الحضور من افراد الجالية والعربية تفاعل مع الأغاني وردد معي بعضها، في جو روحاني يظهر مدى تأثير الغناء الديني التونسي لدى المتلقّي». وفور عودته من فرنسا دخل الزين إلى الأستوديو لوضع اللمسات الأخيرة على ألبومه الغنائي الجديد وهو الألبوم الخامس في مسيرته، ويتضمن 7 أغنيات تعامل فيها مع شعراء وملحنين تونسيين، منها «عيون الناس وحيوط المدينة» و«صباح الخير يا أمّي» و«لا تنسيني»، إلى جانب أغنية هي بمثابة التحية للفنانة التونسية الراحلة صليحة كان قدمها على مسرح قرطاج خلال الصيف الماضي في إطار الاحتفاء بخمسينية هذه الفنانة. وبدا الزين الحداد وفيّاً لخطه ومسيرته في هذا الألبوم الجديد. وعنه قال: «أحاول قدر المستطاع بصحبة مجموعة من الزملاء أن نقدم في سهراتنا وعروضنا كلّ ما يمتّ للأغنية التونسية بصلة، سواء في تونس أو خارجها (...). وحرصاً مني على ايصال صوتنا وصورتنا ومساهمة في المحافظة على هويتنا التونسية النابعة من الحضارة العربية». وعن عدم غنائه بلهجات عربية أخرى، يقول: «أرى أنّ الفنان الصادق لابد أن يكون ملتزماً بقضية، فأنا أعتبر أن قضيتي هي الحفاظ على التراث الموسيقي التونسي والأغنية التونسية. ولو كنت أقدم أغنية بلهجة أخرى، فلن أصل الى الآخر من خلال أغنيتي التونسية. لست ضد الغناء بلهجة أخرى ولكن هدفي تقديم الأغنية التونسية قبل كل شيء». ويرى أنّ أهم عائق أمام انتشار الأغنية التونسية، التوصيل والتسويق. ويقول: «لو كانت لنا في تونس شركات متخصصة في الترويج أو فضائيات متخصصة في الموسيقى التونسية لكنّا غزونا العالم بموسيقانا وأغانينا، ولكان ذلك حافزاً لنا على مزيد الإبداع والإنتاج. المشكلة إذن في طرق التوزيع في شكل أساسيّ».