أثارت التحضيرات الميدانية المتصلة بالخطة الأمنية في طرابلس (شمال لبنان)، والتي تمثلت أمس بتعزيز انتشار وحدات الجيش اللبناني وفوجي المجوقل والمغاوير وفرقتي التدخل الأول والرابع في المدينة على محاور جبل محسن- باب التبانة- المنكوبين- دوار أبو علي، ارتياحاً لدى الأهالي، خصوصا أنه لم يسجّل أي خروق أمنية وتجاوزات، فيما لبّى الطرابلسيون، مواطنين وسياسيين، دعوة جمعيتي «غرين مايند» و «سوشل واي» ونزلوا بكثافة للمشاركة في سباق للدراجات الهوائية ضمن نشاطات طرابلس «مدينة السلام» من أجل نقل صورة حقيقية عن مدينتهم التي تحب الحياة ورفضاً لأعمال العنف والتقاتل. وفيما كثّفت القوى الأمنية حواجزها الثابتة والمتحركة في معظم الأحياء التي تشهد التوترات، أوضحت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة في بيان أنه «عند الساعة الثالثة أمس ورد اتصال هاتفي إلى غرفة عمليات سرية طرابلس من أحد المواطنين راوده الشك عند مشاهدته شاباً على متن دراجة نارية في شارع المئتين في طرابلس - مستديرة الملعب البلدي أقدم على وضع كرتونة بجانب الطريق بطريقة مشبوهة وفر إلى جهة مجهولة، وعلى الفور وجهت غرفة العمليات دوريتين إلى المحلة حيث تبين أنها تحتوي على قارورة أوكسجين تزن حوالى 15 كلغ بداخلها مسامير وموصولة إلى بطارية دراجة نارية جاهزة للتفجير من بعد». وحضر خبير متفجرات من الجيش وعمل على تفكيكها. وأورد موقع «أخبار جبل محسن» وفق «صوت لبنان» معلومات لفت فيها إلى أن «رفعت عيد أبلغ محازبيه بأن الخطة الأمنية في طرابلس ستنجح والجيش سيتولى حماية جبل محسن». وفي سراي طرابلس، ترأس المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة اللواء إبراهيم بصبوص اجتماعاً أمنيا مع قائد منطقة الشمال الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد محمود عنان وقائد سرية طرابلس العميد بسام الأيوبي، وقادة السرايا في الشمال. وأطلع بصبوص القادة الأمنيين على الخطة التي أقرها المجلس الأعلى للدفاع. وبعد الاجتماع قال: «أشد على أيدي قيادة منطقة الشمال وسيتم تنفيذ بنود الخطة الأمنية تباعاً بالتنسيق مع الجيش بعد أن رفعنا نسبة الجاهزية في منطقة الشمال كلها وعززنا قوى الأمن الداخلي بقوى إضافية، ووضعنا نوعاً من الخطة بالتنسيق الكامل مع الجيش ستنفذ تباعاً لكي تصبح الأوضاع إن شاء الله أفضل». وعن توقيف مطلوبين، قال: «هناك خطة موضوعة ونأمل تنفيذها كاملة». وكان بصبوص شارك في القداس لراحة نفس المؤهل بطرس البايع في بلدة كفردلاقوس في زغرتا الذي قتل برصاص مجهولين الجمعة الماضي في طرابلس. وشيّع أول من أمس في مأتم رسمي وشعبي. وأعرب وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في حديث إلى «صوت لبنان» عن تفاؤله بنجاح الخطة الأمنية في طرابلس «لاختلافها عن المرات السابقة بحيث أنها تنفذ استراتيجياً وليس تكتيكياً ومصحوبة بخطة إنمائية للمدينة». وأوضح أن «التلويح بالاستقالة أتى أمام عجز الدولة في السابق عن تحقيق أي خرق في حفظ الأمن في المدينة، لكن هناك إرادة سياسية جامعة صادرة عن أعلى مستوى في الدولة لضبط الوضع، والخطة وضعت بدون مشاركة مجلس الوزراء مما يعطيها شرطاً أولياً للنجاح خصوصا وأنها بريئة من الحوار مع الأطراف». وأشار إلى أن «الإجراءات الأمنية تعكس ارتياحاً لدى الطرابلسيين الذين يعيشون يوماً مختلفاً إذ يتزامن تنفيذ الخطة مع ماراتون الدراجات الهوائية الذي تنظمه هيئات المجتمع المدني». وأكد وزير العدل أشرف ريفي في حديث إلى قناة «أل بي سي» أن «البركان السوري يقذف حممه على لبنان، وبالتالي يجب التخفيف منه لئلا يتسبب بحرائق كبيرة في البلد». وقال: «طرابلس تريد العيش بكل فئاتها، فالمنطقة مرت بظروف غير طبيعية أدت إلى صراع وعلينا وضع كل جهودنا للخروج من هذا الصراع»، لافتاً إلى أن «هدفنا ليس فقط إنهاء جولة معينة، خصوصاً أننا عشنا الجولة العشرين وخسرنا شهداء ومئات الجرحى وقد نكون الآن، لأسباب دولية وإقليمية أمام لحظة مواتية للخروج من الأزمة وهناك جهوداً لبنانية للخروج من هذه الأزمة والخطة الأمنية وضعها الجيش الذي نثق به وفيها توازن ومعاملة بالمساواة بين كل الطرابلسيين». وأكد أن «كل القوى السياسية رفعت الغطاء جدياً في طرابلس». وعن مغادرة رئيس «الحزب العربي الديموقراطي» علي عيد ونجله رفعت عيد لبنان، قال: «لا املك معلومات عن هذا الموضوع، ولكن على جميع الذين يمثلون المشهد التوتيري أن يخرجوا من طرابلس لكي يعيش المدنيون سوياً بشكل طبيعي بعضهم مع بعض». بهية الحريري: صيدا أسرة واحدة الى ذلك، أكدت رئيسة لجنة التربية والثقافة النائب بهية الحريري ان «صيدا وجوارها هي بيت واحد وأسرة واحدة، وسنبقى معاً نواجه تحدياتنا ونزرع الأمل والسعادة في نفوس أهلنا وأبنائنا مهما كانت الصعاب والتحديات». وقالت خلال رعايتها الاحتفال التكريمي الذي أقامته الشبكة المدرسية لصيدا والجوار ل 67 معلمة ومعلماً متقاعداً من مدارس صيدا والجوار: «سنبقى على إيماننا بأن المسؤولية شاملة وأن لا أحد منا يستطيع أن يختصر احداً، وستبقى صيدا والجوار للجميع وفوق الجميع، نختلف من أجل الأفضل، ونسعى لتأمين أسباب الإستقرار والحياة لأهلنا ووطننا الحبيب لبنان».