أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن «المطلوب اليوم ألا يكون هناك أي فلتان أمني في طرابلس»، مشدداً على» أن لا أحد في طرابلس إلا ويرفض السلاح ويؤيّد الخطة الأمنية لضبط الأوضاع في المدينة، ونحن جميعاً سبق وقدمنا الغطاء السياسي اللازم لضبط الأوضاع». كلام ميقاتي جاء خلال اجتماع موسع امس في السراي الكبيرة، بحث في التحضير للخطة الأمنية المرتقبة لمدينة طرابلس، وشارك فيه وزراء الدفاع فايز غصن، الداخلية مروان شربل، الشباب والرياضة فيصل كرامي والدولة أحمد كرامي، والنواب: سمير الجسر، محمد كبارة، روبير فاضل، بدر ونوس وسامر سعادة، اضافة الى المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد إبراهيم بصبوص، مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد زياد حمصي، مسؤول فرع الاستخبارات في الجيش اللبناني في منطقة الشمال العميد الركن عامر الحسن وقائد سرية طرابلس في قوى الأمن الداخلي العميد بسام الأيوبي. وقال ميقاتي: «كل المناطق اللبنانية ترحب بالدولة وأجهزتها، وطرابلس، قبل غيرها، تريد ان تعيش في كنف الدولة ورعايتها وحمايتها، وأهلها متمسكون بهذا الخيار، وقد أثبتت ردود أفعالهم في أصعب الظروف حجم الوعي الوطني الذي يتمتعون به. لا أحد من الموجودين في هذا الاجتماع أو من غير الموجودين هنا يعطي غطاء لأي عمل خارج عن القانون، وإذا كان هناك من يسعى إلى أعمال مخلة بالأمن أو إلى إعطاء تغطية للمسلحين فليعلن عن نفسه». أضاف: نحن كنا نحضّر كل الأجواء لوضع خطة أمنية متكاملة تضبط الأوضاع، ولم نهمل هذا الموضوع، بدليل أن الأجواء في المدينة باتت جاهزة على كل المستويات لكي تكون الخطة الأمنية ناجحة بالكامل، وسيتم توفير كل المتطلبات الضرورية للجيش والقوى الأمنية للقيام بواجباتهم بحماية الأمن وسلم المواطنين»، داعياً أهالي طرابلس إلى «التجاوب مع الخطة، فور البدء بتنفيذها، ومساعدة الأجهزة الأمنية على القيام بواجباتها مع مراعاة سهولة تنقل المواطنين، وسيرى الطرابلسيون قريباً تطبيق إجراءات أمنية إضافية تهدف لحمايتهم». وطلب ميقاتي خلال الاجتماع من وزير الداخلية «وضع خطة أمنية لطرابلس من قبل مجلس الأمن المركزي بالتنسيق مع قيادة الجيش، وضبط التجاوزات الأمنية اليومية والأعمال المخلة». وعلم ان الخطة الأمنية ستكون جاهزة في اقل من اسبوع، على ان تطرح في الاجتماع المقبل ليتم مناقشتها وإقرارها على ان تنفذ عشية حلول عيد الأضحى المبارك. وتحدث كرامي بعد الاجتماع فقال: «أجمع الحاضرون على تكليف رئيس الحكومة بمعالجة الموضوع السياسي، وتأكيد رفع الغطاء عن كل المخلين بالأمن وتكليف وزيري الداخلية والدفاع مع الأجهزة الأمنية والأمن المركزي بوضع خطة كاملة وعرضها على رئيس الحكومة لمعالجة أمور ثلاثة هي: أولاً ما له علاقة بالفلتان الأمني الحاصل داخل المدينة، وثانياً موضوع ضبط السيارات المفخخة، ومعالجة المشكلة المزمنة بين جبل محسن وباب التبانة. وعن تأخير وضع هذه الخطة، أجاب: «في بداية الجلسة أبدينا انزعاجنا وعدم رضانا وعكسنا جو الشارع الطرابلسي. لمسنا جدية لدى كل الفرقاء وخصوصاً رئيس الحكومة، ونحن في انتظار عرض الخطة عليه لإطلاعنا عليها». قيل له: في حال انتشار الجيش، ما المانع من حصول نهر بارد جديد في طرابلس؟ أجاب: «هذا الموضوع مختلف، فبعد التفجيرين اللذين حصلا صدرت أصوات طرحت موضوع الأمن الذاتي، وكان إصرار من جميع قيادات المدينة وفاعلياتها على رفض الموضوع، فطرابلس مصرّة على الدولة وعلى الشرعية، لذلك نؤكد أن لا أحد ضد الجيش والأمن. حتى على الجبهة التي كانت مشتعلة سابقاً بين باب التبانة وجبل محسن، اليوم وبعد انتشار الجيش، أبدى الجميع استعدادهم للتعاون لأن الجميع في طرابلس يريدون الخلاص».