شن تنظيم «داعش» هجمات على قوات الأمن و «الحشد الشعبي» في مناطق حزامي بغداد الشمالي والجنوبي، وسط مخاوف من تصاعد هذه الهجمات عبر إيقاظ خلاياه النائمة، فيما يتقدم الجيش بحذر نحو مركز مدينة هيت غرب الرمادي بسبب المكامن. وما زالت العملية العسكرية على الموصل متوقفة بعد أيام من الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن و «داعش»، وخلفت العملية آلاف النازحين من قرى شرق ناحية القيارة الذين فروا باتجاه جنوب أربيل. وأعلنت مصادر أمنية في وزارة الداخلية، أن انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه أمس مستهدفاً تجمعاً للحشد الشعبي في قضاء الطارمية شمال بغداد، أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصره وإصابة خمسة آخرين بجروح. وأضافت أن قوات الأمن اتخذت إجراءات أمنية خوفاً من هجمات أخرى في المنطقة التي غالباً ما تشهد نشاطاً لعناصر «داعش». من جهة أخرى، عزا النائب عن كتلة «بدر» حسن الساعدي، ظهور عناصر «داعش» في منطقة اليوسفية جنوببغداد، إلى انسحاب قوات «الحشد الشعبي» من المنطقة بسبب قطع رواتبهم. وأضاف في بيان أمس، أن تنظيم «داعش» قتل عدداً من الجنود والمدنيين بسبب انسحاب قوات الحشد، وأوضح أن عناصر من التنظيم ظهروا في قرى «قره غول» و «مله رشدي» وقتلت عدداً من أفراد الجيش. وأشار إلى أن «داعش فجر عدداً من المنازل وأحرق أخرى ضمن قاطع الفرقة الأولى اللواء 55 لخلو الأبراج من قوات الحشد لعدم استلامهم رواتبهم وأرزاقهم». وكان «داعش» شن هجوماً واسعاً على منطقة أبو غريب الواقعة في حزام بغداد الغربي نهاية شباط (فبراير) الماضي وسيطر على ثكنات للجيش وصوامع للحبوب لساعات قبل أن ينسحب نحو قضاء الكرمة شمال الفلوجة في الأنبار. في الأنبار، قال شعلان النمراوي أحد شيوخ عشائر هيت ل «الحياة»، إن «قوات الجيش ومكافحة الإرهاب تواصل التقدم نحو مركز المدينة لتحريرها من داعش»، وأضاف أن «تقدم القوات بطيء وحذر بسبب المكامن والعجلات الانتحارية». وأشار إلى أن قوات الأمن حررت أمس منطقة المعمورة جنوب هيت بعد يوم على تحرير أحياء الصناعي والخوضة وأمينة، مشدداً على ضرورة حسم المعارك سريعاً لمنع الدمار وتعريض نحو 20 ألف من السكان إلى الخطر. ولفت إلى أن «هناك مخاوف تكرار سيناريو معركة الرمادي في هيت، حيث دمرت الرمادي في شكل كبير وتحتاج إلى شهور حتى عودة النازحين إليها وسط أزمة مالية صعبة تعاني منها الحكومة ستجعل إعادة الإعمار صعبة». وصوّت البرلمان أمس على اعتبار محافظة الأنبار مدينة منكوبة، بعد عرض تقارير سلطت الضوء على حجم الدمار في مدنها الرئيسية بسبب الحرب ضد تنظيم «داعش». إلى ذلك، قال عبد المجيد الفهداوي أحد شيوخ عشائر الرمادي في اتصال مع «الحياة»، إن «المئات من النازحين عادوا إلى منازلهم في مناطق متفرقة من الرمادي بالتنسيق مع قوات الأمن». وأضاف أن «الأزمة الإنسانية التي واجهها الآف النازحين بسبب المعارك وغياب المخيمات الكافية، دفعت الحكومة ومجلس المحافظة إلى الإسراع في إعادة النازحين بدلاً من بقائهم في مخيمات تفتقر للمستلزمات الأساسية». وأوضح الفهداوي أن الناجين عادوا الى مناطق زنكورة والبوعيثة والصديقية وأحياء مركز الرمادي على الرغم من الدمار الذي تعاني منه». وزاد أن «جهوداً تبذل لإعادة خدمات الطاقة والمياه إلى المنازل». من جهتها، أعلنت بعثة الأممالمتحدة في العراق «يونامي»، عن مقتل وإصابة 2680 عراقياً بأعمال العنف التي ضربت البلاد خلال الشهر الماضي، وأوضحت أن «نحو 1119 شخصاً قتل وأصيب 1561 آخرون».