نيقوسيا - أ ف ب - يستهل البابا بينيديكتوس السادس عشر غداً زيارة تستمر ثلاثة ايام الى قبرص، وتحمل طابعاً مسكونياً يندرج في اطار التقارب بين الكنيستين الكاثوليكية والارثوذكسية، كما تطلق نقاشاً يتطرق الى وضع المسيحيين في الشرق الاوسط والنزاع الفلسطيني الاسرائيلي الذي أججه الهجوم الاسرائيلي اول من امس على اسطول من سفن المساعدات الانسانية الى قطاع غزة، والذي ادى الى مقتل تسعة اشخاص. واعلن الناطق باسم الفاتيكان الاب فديريكو لومباردي ان البابا يدعو دائماً الى السلام في هذه المنطقة، كما فعل حين زار الاراضي المقدسة قبل نحو سنة. ومن الاهداف الاساسية لزيارة البابا الى قبرص، تسليم البطاركة الكاثوليك في الشرق الاوسط وثيقة تدعى «آلية العمل» لمناقشتها في اماكن تواجدهم استعداداً لاجتماع المجمع من اجل الشرق الاوسط الذي ستستضيفه روما من 10 الى 24 تشرين الاول (اكتوبر) المقبل، وسينظر في مستقبل المسيحيين في هذه المنطقة المضطربة من العالم. وخصصت الوثيقة حيزاً كبيراً للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي، وانعكاساته المحتملة على مستقبل المسيحيين في الشرق الاوسط. ووصف الفاتيكان فيها الاحتلال الاسرائيلي بأنه «ظلم سياسي مفروض على الفلسطينيين الذين يعانون من تقييد حرية تنقلهم ويواجهون صعوبات اقتصادية واجتماعية ودينية». وفي اشارة الى الاصوليين المسيحيين خصوصاً في الولاياتالمتحدة، اشارت الوثيقة الى ان «بعض المجموعات المسيحية الاصولية تبرر، استناداً الى كتابات مقدسة، الظلم السياسي المفروض على الفلسطينيين ما يزيد من دقة موقف المسيحيين العرب». اما بالنسبة الى الطابع المسكوني للزيارة اي الحوار بين الارثوذكس والكاثوليك، فتسيطر اجواء الانفتاح بعد التصريحات المشجعة التي ادلى بها رئيس اساقفة قبرص الارثوذكس خريسوستوموس الثاني، والتي اكد فيها «الاهمية الكبيرة» للزيارة وانه يستقبل البابا «بكل ترحيب واحترام وحب». واعلن خريسوستوموس الثاني انه سيطلب من البابا القيام بكل ما في وسعه لحل مشكلة تقسيم قبرص، خصوصاً ان غالبية القادة الاوروبيين من الكاثوليك».