أعلنت الخرطوم أنها أحبطت مخططاً لمئات المنظمات التي تقف خلفها جهات يهودية لتدمير وفصل إقليم دارفور عن السودان على غرار جنوب السودان، وأكدت أن الجيش حسم التمرد في الإقليم، بينما قال الجيش إنه استعاد السيطرة على 5 مناطق مهمة من متمردي «الحركة الشعبية- الشمال» في ولاية جنوب كردفان. وقال مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود، إن 520 منظمة يهودية كانت تعمل في دارفور سعت لتدمير الإقليم وفصله، وأشاد «ببسالة القوات الحكومية وقوتها ويقظتها»، التي قال إنها «وقفت سداً منيعاً أمام تنفيذ تلك المخططات اليهودية في دارفور». وقال محمود خلال تدشينه حملة للاستفتاء الإداري الذي سيجري في دارفور، إن «القوات الحكومية حسمت أمر التمرد في دارفور نهائياً، والدور سيكون على جنوب كردفان والنيل الأزرق». ووصف موقف الحكومة من وثيقة «خريطة الطريق» لوقف الحرب والحوار التي وقعتها في أديس أبابا أخيراً ورفضتها المعارضة، بالانتصار. ولفت إلى أن هناك جهات لا تريد السلام، لرفضها لتلك الخريطة. في سياق متصل، رفضت الحكومة السودانية دخول منظمات دولية، من بينها منظمتان بريطانيتان لتقديم مساعدات في ولايات دارفور، إحداهما تعمل في المجال الطبي وأخرى في المجال التنموي. وبررت مصادر حكومية سبب منع بعض المنظمات الدولية من دخول بعض المناطق، بتورطها في تقديم مساعدات مباشرة إلى الحركات المسلحة، وشككت في بيان مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بشان تزايد عدد النازحين في دارفور ونزوح أكثر من مئة ألف خلال الشهرين الأخيرين من منطقة جبل مرة التي شهدت قتالاً بين القوات الحكومية ومتمردي «حركة تحرير السودان» برئاسة عبد الواحد نور. من جهة أخرى، أعلن الجيش السوداني استعادته السيطرة على 5 مناطق مهمة كانت تخضع لمتمردي «الحركة الشعبية- الشمال» في ولاية جنوب كردفان المتاخمة لدولة جنوب السودان. وقال الناطق باسم الجيش العميد أحمد خليفة الشامي في بيان، إن القوات الحكومية سيطرت على مناطق: مارديس واللبو وكتن وعقب وكركراية والبييرا، خلال عملية عسكرية انطلقت من محاور عدة. وأضاف الشامي أن العملية أتت بسبب «جرائم المتمردين في تلك المناطق من خطف وسرقة وإقفال طرق»، وتحدث عن تكبيد المتمردين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية، وأقر في المقابل بسقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش. في تطور آخر، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أمس، من مستويات «مخيفة» من الجوع في جنوب السودان، فيما ارتفعت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية بعد سنتين من الحرب الأهلية. ورغم توصل طرفي النزاع إلى اتفاق للسلام في آب (أغسطس) الماضي، ما زال القتال مستمراً، وحذر خبراء التغذية بأن ولاية الوحدة الواقعة شمالي دولة جنوب السودان تقف على شفا مجاعة. وجاء في بيان منظمة الأغذية والزراعة: «وردت تقارير مروعة تتحدث عن موت الناس جوعاً وإصابة آخرين بسوء التغذية ومستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي في المناطق المبتلاة بالقتال المتواصل».