أعلنت الحكومة السودانية انتهاء الفترة المحددة لبرنامج وقف العدائيات (الاشتباك) بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، الذي كان يهدف لتسهيل حملة تطعيم الأطفال من مرض الشلل. واتهمت الخرطوم المتمردين باستغلال الحملة لتحقيق مكاسب لا علاقة لها بالبعدين الإنساني والأخلاقي للحملة. ويشكل المرض القاتل خطراً داهماً على أطفال السودان في ظل ظهور عدد من حالات شلل الأطفال ببعض دول المنطقة في الوقت الذي ظل السودان خالياً من هذا المرض لمدة خمس سنوات. وقالت الحكومة السودانية، في بيان لها أنها التزمت من جانبها بالاستعدادات المطلوبة واللازمة كافة لتنفيذ الحملة في المناطق المذكورة. وأشار البيان إلى أن السودان تعاون مع الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي في إعداد خطة تفصيلية للحملة وإعلان لوقف المناوشات من جانب الحكومة في الفترة من "1-12نوفمبر 2013م". وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت يوم الاثنين الماضي أن الحكومة السودانية والحركة الشعبية، قطاع الشمال تمنعان المنظمة الدولية من تنفيذ حملة تلقيح ضد شلل الأطفال يستفيد منها 160 ألف طفل في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المضطربتين. وقال البيان السوداني "تم توصيل اللقاحات المطلوبة كافة للمناطق المعنية، وتم تسليم كل المستندات الدالة على ذلك إلى حركة التمرد (الحركة الشعبية قطاع الشمال) عبر المنسق المقيم للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة". ولفت النظر إلى أنه في الوقت الذي كانت ننتظر فيه الحكومة بداية تنفيذ الحملة وفق البرنامج المحدد، عرقلت حركة التمرد المشروع برفضها السماح لوكالات الأممالمتحدة المختصة بالوصول إلى الأطفال. إلى ذلك أعلن المتمردون السودانيون انهم شنوا هجوما اسفر عن العديد من القتلى في صفوف جنود الجيش السوداني في ولاية جنوب كردفان، في حين وعد وزير الدفاع السوداني بالقضاء على التمرد في الاشهر المقبلة. وقال المتحدث باسم متمردي الحركة الشعبية شمال السودان ارنو لودي في اتصال هاتفي "هناك العديد من الضحايا والعديد من الجثث في كمين نصب مساء اليوم قرب مدينة الدلنج بجنوب كردفان". واضاف "في الوقت الذي اتحدث اليكم قواتنا تسيطر على الطريق". وتتصاعد وتيرة المواجهات عقب موسم الامطار في هذه المنطقة المحاذية لجنوب السودان منذ استقلال هذه الدولة العام 2011. وتعذر الاتصال بمتحدث باسم الجيش السوداني للتعليق على هذه المعلومات. واكد لودي ان القافلة العسكرية الحكومية كانت متجهة من الخرطوم الى كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، موضحا ان المتمردين نفذوا الهجوم بالاشتراك مع متمردي حركة العدل والمساواة في اقليم دارفور. واكدت العدل والمساواة بدورها مقتل العشرات من الجنود الحكوميين واسرها عشرة اخرين، لافتة الى مقتل ثلاثة من مقاتليها. وتزامن هذا الهجوم مع اعلان وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين امام البرلمان الثلاثاء ان القوات الحكومية تستعد لبدء عملياتها للقضاء على المتمردين. وقال حسين الذي تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور، "هذا الصيف سيكون لحسم التمرد وانهائه وسيعود الاستقرار الى دارفور وجنوب كردفان". وابلغ حسين اعضاء البرلمان بان عدد مقاتلي الحركة الشعبية في جنوب كردفان يناهز ثمانية آلاف. لكن تقارير صدرت في الاشهر الاخيرة قدرت عدد المتمردين في جنوب كردفان بثلاثين الفا فيما يضم الجيش السوداني ما بين اربعين وسبعين الف عنصر.