دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ما سماه ب «عظمة السلطنة العثمانية» و «سفر برلك» أمني (نفير عام) من أجل التصدي للإرهاب بحزم وعدم الاستسلام لتهديداته، فيما شهدت مدن أنقرة وإزمير وإسطنبول نهاية أسبوع غير عادية، التزم خلالها معظم السكان منازلهم، في ظاهرة غريبة في المجتمع التركي عكست مدى تأثر المواطنين بجو التفجيرات الانتحارية. تزامن ذلك مع نشر وكالة أنباء «الأناضول» معلومات عن وجود ثلاثة عناصر من «داعش» دخلوا تركيا أخيراً بهدف تنفيذ هجمات انتحارية جديدة، تضاف إلى تهديدات تنظيم «صقور حرية كردستان» بتنفيذ 18 هجوماً آخر. وفي وقت تعهد أردوغان بمواجهة «إحدى أكبر موجات الإرهاب في تاريخ تركيا»، انتشرت في الصحف ووسائل الإعلام صور ثلاثة انتحاريين تابعين ل «داعش» تتم مطاردتهم، وهم حجي علي دوماز وصافاش يلدز ويونس دورماز، فيما أوردت صحيفة «بيرغون» اليسارية، أن بعض من تطاردهم الشرطة تخوفاً من هجمات انتحارية، مازال يتقاضى أموال إعانة فقراء من الدولة. وكتبت «بيرغون» إنه «لا يعقل أن يقول لنا وزير الداخلية إن البحث جار عنهم ولا نجدهم، فيما يجدون هم طريقهم إلى خزانة الدولة ويستلمون أموال الإعانة». وشكل ذلك تشكيكاً برواية الأمن حول عدم العثور على المشبوهين، خصوصاً أن الانتحاري الأخير الذي فجر نفسه في إسطنبول السبت الماضي، اتبع الطريق التي يسلكها ارهابيو «داعش» في التنقل من جنوبتركيا إلى إسطنبول وهي طريق معروفة للأمن. في المقابل، مرت احتفالات عيد ال «نوروز» الكردية بشكل آمن نسبياً من دون تسجيل حوادث كبيرة في ديار بكر مركز تلك الاحتفالات، حيث احتشد عشرات آلاف الأكراد هناك لإشعال شعلة العيد والاحتفال بقدوم الربيع. ورفع المشاركون في الاحتفالات صوراً لعبدالله أوجلان، الزعيم الكردي المسجون في تركيا، وأعلاماً ل «الكردستاني» ولحزب كردي في سورية تعتبره أنقرة إرهابياً. وهتفوا: «سننتصر بالمقاومة» و «يحيا أوجلان» و «حزب العمال الكردستاني هو الشعب، حزب العمال الكردستاني هنا». في المقابل، هيمن الحديث عن حل سلمي للقضية الكردية على خطب المسؤولين الأكراد خلال الاحتفالات. وتعهد النائب الكردي عن «حزب الشعوب الديموقراطية» سري سريا أوندار بالسعي إلى وقف لإطلاق النار مع «حزب العمال الكردستاني» وإيجاد حل سلمي للقضية الكردية في سبعة أيام في حال تجاوبت الحكومة مع حزبه، محملاً أردوغان مسؤولية استمرار العنف «بسبب إصراره على النهج الأمني والعسكري للتعامل مع القضية». أما زعيم الحزب صلاح الدين دميرطاش، فأكد التزام حزبه بخطة حل سلمي اتفق عليها مع حكومة أحمد داود أوغلو في حزيران (يونيو) الماضي قبل عودة القتال بين الجيش و «الكردستاني». إلا أن الاحتفال بال «نوروز» لم يهدئ من القتال بين الجيش التركي والمسلحين الأكراد، إذ قتل ثلاثة جنود بانفجار قنبلة أثناء اشتباكات بين الجانبين.