بنى أهالي الخبراء قبل نحو 200 سنة قريتهم التراثية على ضفاف وادي الرمة على الشكل الدائري، مستوحين الشكل المعماري من بناء مدينة بغداد في العصر العباسي، من خلال طراز معماري غير سائد في نجد، وتقع المحافظة التي تحتوي على أكثر من 400 منزل في منتصف منطقة القصيم، ويمر عليها أكثر من ثلاثة ملايين مسافر يستخدمون طريق المدينةالمنورة الممتد لمدينة الرياض، ما يمنحها ميزة إضافية. وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار أعلنت قرية الخبراء ضمن القرى التراثية في السعودية، وتعمل حالياً على إعادة الحياة إليها، من خلال خطة عمل متكاملة، إذ تمثل القرية إحدى استراتيجيات السياحة في المنطقة. ويقول بعض كبار السن في قرية الخبراء ان القرية بالنسبة لهم متنفس تاريخي، فلا يكاد يمر أسبوع من دون الوقوف على أطلالها لتذكر «الزمن الجميل» بحسب وصفهم، مشيرين إلى أن جميع أبنيتها من الطين، ما جعلها متماسكة وقوية حتى هذه الأيام. وأوضح المدير التنفيذي لجهاز السياحة في القصيم الدكتور جاسر الحربش، أن القرية تقع ضمن خمس قرى تاريخية أثرية في السعودية، وأن موقعها الجغرافي وتماسك أبنيتها يمثلان فرصة كبيرة لإعادة تأهيلها وجعلها مزاراً ومحل إقامة بما يسمى بالنزل الريفية. وأشار إلى اكتمال تجهيز القرية مع الشركاء من البلديات والقطاع الخاص، وأنه من المتوقع أن تكون موقعاً متكاملاً لإقامة فعاليات تاريخية في المنطقة. وأضاف أن ترميم القرى التراثية يمثل حركة اقتصادية واسعة لزيارتها، ما يوفر فرصاً استثمارية عدة، مثل الإيواء والسكن والمطاعم والمواقع الترفيهية، كما أنها مصدر لفرص العمل واستدامة التنمية، لافتاً إلى أنها تشجع على إقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعيد الحرفيين إلى ممارسة أعمالهم الحرفية.