دعا وزير جزائري علماء الدين في بلدان المغرب العربي إلى «صيانة مختلف مؤسسات المجتمع من الانحراف بسبب تعدد المرجعيات» عبر ترويج «الاعتدال والوسطية» كخطوة «لا مفر منها» لضمان «الأمن الفكري». وبدأت في مدينة سيدي عقبة في ولاية بسكرة (400 كلم جنوب شرقي العاصمة الجزائرية) أعمال ملتقى «الأمن الفكري ودور مؤسسات المغرب العربي في إرسائه» بحضور مغاربي لافت ومشاركة موريتانية بوزير الشؤون الإسلامية ومستشار الرئيس ومستشار رئيس الوزراء، إضافة إلى أكاديميين وباحثين من مختلف جامعات الجزائر. وحذر وزير الشؤون الدينية الجزائري أبو عبدالله غلام الله من «الضرر من شغور الساحة من مرجعية دينية مغاربية»، معتبراً أن ذلك «سمح بالابتعاد عن الاعتدال». وأضاف أن «أولى علامات اضطراب الأمن الفكري تكون عندما يبتعد عن مرجعية الاعتدال، مع بروز ظاهرة التطرف الديني والفكر التكفيري الناتج من التعصب وإلغاء الآخر والتأويل الباطل لنصوص الشريعة ولوقائع التاريخ الإسلامي ولمنهج السلف». وعلم أن الجزائر كانت حريصة على تأمين مشاركة واسعة من رجال دين مغاربيين، ما دفعها إلى إرجاء الملتقى الذي كان مقرراً الشهر الماضي، إذ تحاول الجزائر إيجاد ما يوحد الخطاب الديني في الدول المغاربية عبر المؤسسات، خصوصاً الهيئات الحكومية التي لها علاقة بالفتوى، لذلك ركزت المحاضرات على ثلاثة محاور رئيسة هي «مفهوم الأمن الفكري»، و «التراث والأمن الثقافي»، وأخيراً «إستراتيجية الأمن الفكري ودور المؤسسات في تحقيقه».