القاهرة - أ ف ب - أكد صاحب شركة «عالم الفن» المنتج محسن جابر انه اكتشف ان التلفزيون المصري وشركات تابعة له باعت حقوق أغان يعود حق استغلالها لشركته، الى شركة روتانا التي يمكلها الأمير الوليد بن طلال ويساهم فيها القطب الاعلامي الاسترالي روبيرت مردوك. وقال جابر الذي يملك ما يقارب من 12 ألف ساعة اغان من اصل 21 الف ساعة يمثلها المنتج الغنائي المصري والعربي في مصر وبعض الدول العربية، إن «قسم المتابعة في شركة «عالم الفن» اكتشف ان قناة «روتانا طرب» تقوم ببث أغاني أم كلثوم من دون العودة الينا بصفتنا اصحاب حق استغلال اغانيها بعد شرائها من ورثة ام كلثوم». وتابع: «وجدنا بعد لجوئنا الى القضاء ضد روتانا، ان هناك عقداً بينها وبين شركة «صوت القاهرة» التابعة للتلفزيون يمنح بموجبه القناة حق بث هذه الاغاني لمدة ثلاث سنوات في مقابل ثمن بخس هو 40 الف دولار». واضاف: «لا تزال القضية ينظر فيها امام القضاء حتى الآن». واكد انه «كُشف عن بيع التلفزيون ايضا لبعض الاغاني التي يعود حق ملكيتها لشركتنا «عالم الفن» من خلال قيام روتانا أيضاً ببث أغنيتين للعندليب الراحل عبدالحليم حافظ «اي دمعة حزن لا»، و»حاول تفتكرني»، لنكتشف مبدئياً قيام القطاع الاقتصادي في التلفزيون ببيع ألف ساعة اغان كحد أدنى ل «روتانا» بسعر سخيف وبعقد فضيحة، اذ دفعت روتانا ثمن الدقيقة 10 دولارات في حين ان ثمن الدقيقة لا يقل عن 500 دولار. وقد يصل سعر الدقيقة الى 1000 دولار بحسب لائحة التلفزيون نفسه». من جهته اوضح الناقد الفني في مجلة «شاشتي» الاسبوعية حسام فاروق ان «تحقيقات النيابة العامة كشفت عن بيع 11 الف ساعة بسعر لا يتجاوز ثلاثة ملايين جنيه مصري وان التحقيقات ما زالت جارية، كما صرحت به المديرة السابقة للقطاع الاقتصادي في التلفزيون المصري التي قامت بتوقيع العقد نادية صبحي». وحصلت روتانا بهذا العقد بحسب فاروق على «ساعات بث غنائية كبيرة بثمن لا يذكر». وكان الناقد الفني والصحافي في جريدة «الوفد» أمجد مصطفى فجّر موضوع بيع التلفزيون للتراث الغنائي المصري. وأكد من خلال التقرير الذي نشرته الصحيفة ان «بيع التراث الغنائي الى روتانا لصاحبها الوليد بن طلال وللمؤيد لاسرائيل روبرت مردوك باطل، وان التلفزيون ليس له حق بيع هذا التراث اذ هناك اصحاب اصليون لهذه الاغاني من مؤلفين وملحنين ومطربين». واوضح مصطفى «ان بيع ألف ساعة بثلاثة ملايين جنيه يعتبر جريمة في حق الوطن». وشدّد الموسيقي حلمي بكر في التقرير الذي نشرته «الوفد» على ان «بيع هذا التراث باطل وكذلك تراث السينما لانه يتضمن أغاني وموسيقى تعود للمؤلفين والملحنين الذين قاموا بابداعها ومن باعوا هذه الافلام لا يستطيعون التصرف بما تضمه من اغان وموسيقى، لذا عقود هذا البيع ايضا باطلة». وأوضح الموسيقي محمد سلطان زوج المطربة الراحلة فايزة أحمد ان حقوق اغاني زوجته الراحلة تعود اليه شخصياً، وان العقد الذي باع بموجبه «التلفزيون المصري حق بث هذه الاغاني لروتانا هو لاغٍ ولا قيمة له، لأنه باع تراث يعود حق التصرف به لي وحدي». والمهم هنا بحسب أمجد مصطفى «ان شراكة الوليد بن طلال مع امبراطور الاعلام العالمي المؤيد لاسرائيل احدثت بدايات لنهوض وعي لدى الجمهور ولدى الاعلام لمحاربة بيع التراث الفني المصري أو تنازل عن حق استغلال هذا التراث لمثل هذا الاحتكار لسنوات طويلة». وأكد جميع المذكورين ان التلفزيون لا يملك حق بيع الحفلات التي يسمح الفنانون المصريون للتلفزيون المصري بتسجيلها لأنها ليست ملكاً له، وانها مقدمة كما يقول محسن جابر «هدية للتلفزيون يبثها للمجتمع الذي يسهم في انتاج هذا الفن من خلال أبنائه من الفنانين». وكان جابر اوضح انه قام «بشراء غالبية التراث الموسيقي العربي من مختلف المنتجين العرب لدى تشكيل شركة فنون التي ساهم فيها واصبحت تملك 80 في المئة من التراث العربي الغنائي الى جانب قيام مسؤولة قسم السينما إسعاد يونس بشراء اكثر من 1800 فيلم، فيما قام في قسم النشر ابراهيم المعلم بشراء حقوق عدد من كبار الكتّاب المصريين وعلى رأسهم الراحل نجيب محفوظ». وأوضح جابر خريطة السوق الغنائية العربية التي تصل مدتها الى 21 الف ساعة بينها ملكيته ل12 الف ساعة، ولروتانا 3 آلاف ساعة، ولبقية الشركات بضعة آلاف، الى جانب وجود ما يقارب خمسة آلاف ساعة تعتبر كفلكلور من حق وزارة الثقافة المصرية السيطرة عليها. واوضح ان مفهوم الاغاني الفلكلورية «يعني ان حق الملكية الفكري للابداعات الفنية تنتهي بعد مرور 50 سنة على آخر واحد شارك في ابداع هذا العمل». ويمنع القانون المصري بيع الابداعات الفنية لكنه يتيح استغلالها من قبل الآخرين، ضمن اطار مدة محددة في داخل العقد. وفي العقد المبرم بين التلفزيون المصري وروتانا لا يوجد تحديد للفترة الزمنية وهذا يتيح الفرصة أمام نقض قضائي للعقد وإعادة الحقوق لأصحابها.