تباينت اسعار الاسهم وارتفع النفط تزامناً مع اعلان نتائج «اختبار الملاءة» للمصارف الاميركية ال19 الكبرى مساء امس، والتي اظهرت الحاجة الى نحو 100 بليون دولار من «المؤن الاحتياط» او ل «اعادة رسملة»، تحسباً من انعكاسات الركود على موازناتها المستقبلية والتعامل بين المصارف الدولية العملاقة، ومن ثم على الاقتصاد العالمي واستقرار النظام النقدي. وحض رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي (المركزي الاميركي) بن برنانكي على اخضاع النظام المصرفي الى رقابة اضافية منعاً لازمات طارئة. وقبيل اعلان وزارة الخزانة و«مجلس الاحتياط» ومؤسسة التأمين الفيديرالية النتائج عند الخامسة مساء بتوقيت واشنطن (التاسعة بتوقيت غرينيتش) تبين ان اي مصرف اميركي غير مهدد بالافلاس، رغم ان «بنك اوف اميركا» و«سيتي غروب» و«ويلز فارغو» بحاجة الى 54 بليون دولار لزيادة رؤوس اموالها او لتحويل بعض اصولها الى اسهم عادية من اموال المساهمين او المعونات الحكومية. وتبين ان لدى «غولدمان ساكس» و»جي بي مورغن» و»بنك اوف نيويورك ميلون» و«اميركان اكبريس» و«كابيتال وان» القدرات اللازمة لتوثيق اوضاعها. وذُكر ان غالبية هذه المصارف استعدت لزيادة رؤوس اموالها عبر بيع اصول او اللجوء الى مساهميها بدلاً من الاعتماد على مجلس الاحتياط واموال وزارة الخزانة. وذكرت صحيفة «نيورورك تايمز»، في موقعها الالكتروني، ان ما سربته وزارة الخزانة ومجلس الاحتياط من معلومات عن نتائج الاختبار اعطى صورة ايجابية للاسواق التي حققت اسعار الاسهم فيها ارتفاعات ملموسة، خصوصاً بعدما قال وزير الخزانة الاميركي في مقابلة تلفزيونية «ان النتائج مطمئنة». واستفادت المؤشرات الاميركية من تراجع ارقام البطالة وارتفاع الانتاجية في الولاياتالمتحدة ما اوصل اسعار الاسهم الى اعلى مستوياتها خلال اربعة شهور وتجاوز مؤشر «داو جونز» مستوى 8500 نقطة قبل ان يعاود التراجع مع اقتراب «الساعة صفر» كما تجاوز مؤشر «فايننشال تايمز – 100» مستوى 4500 نقطة للمرة الاولى منذ انهيارهما دون هذين المستويين في الربع الاخير من العام الماضي ليعود الى التراجع مساء قبل ان يُقفل على ارتفع طفيف. وانعكس التفاؤل على اسواق النفط الذي تجاوز امس مستوى 58 دولاراً للبرميل في افضل اداء له منذ ستة شهور. وقال محللون ان سعر ال58.57 دولار في عقود حزيران (يونيو)، وهو مستواه في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لم يعكس الطلب بل هو محاكاة لارتفاع مؤشرات الاسهم والتفاؤل بخروج الاقتصاد الدولي من الركود اعتباراً من نهاية السنة الجارية. وتعني الاسعار الحالية ان الخام ارتفع بنسبة 13 في المئة في اسبوع. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «ارامكو» السعودية خالد الفالح ان بلاده لن تزيد الانتاج من مستواه الجاري تحت 8 ملايين برميل يومياً «لان المعروض يفوق الاستهلاك حالياً».