يبدأ هذا الأسبوع وصول الشخصيات والأطراف السورية المشاركة في المفاوضات غير المباشرة في جنيف التي دعا اليها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا على أمل بأن يكتمل عقد ممثلي الحكومة والمعارضة الاثنين المقبل، في وقت أطلقت موسكو مساراً موازياً باستضافتها معارضين مقبولين من النظام السوري في القاعدة العسكرية في اللاذقية غرب البلاد. وقالت جيسي شاهين الناطقة باسم المبعوث الدولي ان دي ميستورا ينوي بدء المفاوضات حول جوهر التسوية السياسية الأحد المقبل، مشيرة الى أن دي ميستورا كان يريد، كما خطط، استئناف المفاوضات مع الأطراف السورية بدءاً من بعد ظهر اليوم، لكن الوفود السورية ستحضر في 12 و13 و14 الشهر الجاري بسبب جملة من المشاكل اللوجستية المرتبطة بمعرض السيارات الدولي في جنيف. وقال رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل انه وستة معارضين آخرين سيبدأون بالوصول الى جنيف السبت. وبين الذين سيحضرون في الدفعة الأولى سليم خيربيك وفاتح جاموس وعباس حبيب ومازن مغربية، فيما يأتي نمرود سليمان من أميركا وجهاد المقدسي من الامارات. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن رئيس «مجلس سورية الديموقراطي» هيثم مناع قوله إنه يرفض المشاركة ما لم يدع ثمانية من ممثلي الاحزاب الكردية والادارة الذاتية. وأعلنت شاهين، من جهتها، أن المبعوث الدولي دعا وفود الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات وبعض المشاركين في لقاءات موسكو والقاهرة، و «لن توجه دعوات أخرى»، في إشارة إلى رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم. واتهم مسلم في مقابلة مع «رويترز» أمس جماعات من فصائل المعارضة بوضع العراقيل في مسار محادثات السلام، وقال إن الجهود التي تقودها الأممالمتحدة لإجراء المفاوضات تواجه «عراقيل كثيرة». وقال: «العالم كله يتابع تصريحاتهم: يضعون عراقيل... توجد عراقيل كثيرة على الطريق. العرقلة تأتي من المعارضات (التي اجتمعت في) الرياض... تحاول بشتى الوسائل أن تفشل هذا المسار... مسار الحل السياسي». وكان يشير، كما يبدو، إلى «الهيئة العليا للمفاوضات» التي انبثقت عن مؤتمر المعارضة السورية في الرياض في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وكان الناطق باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض نعسان آغا أكد قبل يومين نية المعارضة المشاركة في المفاوضات، في حين يتوقع وصول وفد الحكومة إلى جنيف قبل الاثنين المقبل. وفي برلين، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية والمعارضة على إبداء حسن النيات في المفاوضات. وقال بان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل: «قلت للمستشارة مركل إن الحكومة السورية والمعارضة لا بد أن تشاركان بنيات طيبة في مفاوضات السلام التي تستأنف غداً»، أي الموعد الذي كان مقرراً قبل التأجيل. وأضاف معلّقاً على أزمة المهاجرين في أوروبا أنه يشعر بقلق من اتخاذ بعض الدول الأوروبية إجراءات لتقييد حركة اللاجئين الذين يسعون إلى الحماية. وبالتوازي مع مسار جنيف، اطلقت موسكو مساراً آخر عبر استضافتها شخصيات سياسية وعسكرية قريبة من النظام، الى القاعدة العسكرية في اللاذقية غرب سورية. وأفيد عن قيام طائرة عسكرية بنقل معارضين مقبولين من النظام من مطار دمشق الى مطار حميميم لبحث أمور سياسية. وقالت مصادر مقربة من موسكو إن الحكومة الروسية سعت الى «احتواء معارضي الداخل الذين لم تتم دعوتهم إلى جنيف، بعقد لقاءات معهم في قاعدتها العسكرية». وأشارت إلى أن الشخصيات العسكرية والسياسية المدعوة تناولت موضوع تعديل الدستور والحل السياسي في البلاد.