صعّدت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المؤتمر الموسع للمعارضة السورية في الرياض أمس موقفها بتسمية أحد قادة «جيش الإسلام» الذي تعتبره موسكو «إرهابياً» ويعتقد أن غارة روسية قتلت قائده زهران علوش قبل أسابيع «كبير مفاوضي» المعارضة إلى مؤتمر جنيف بعد تصعيد موسكو وتمسكها ب «القائمة الروسية» وتمثيل يساوي «قائمة الرياض» في العدد والصلاحيات والمرجعية السياسية خلال مؤتمر جنيف بين ممثلي الحكومة والمعارضة، الذي كان خطط المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لعقده في 25 الشهر الجاري. واندلعت «حرب قوائم» قبل لقاء وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في زيوريخ أمس. إذ إن منسق «لجنة نداء موسكو» قدري جميل رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» بعث مساء الثلثاء برسالة خطية إلى دي ميستورا تضمنت «القائمة الروسية» المعدلة للوفد المعارض وضمت 15 اسماً هم: رئيسا «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم وآسيا عثمان وممثل الحزب في اوروبا خالد عيسى ورئيس «مجلس سورية الديموقراطي» هيثم مناع وماجد حبو من تيار «قمح» وجميل ومازن مغربية من «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» وفاتح جاموس من «طريق التغيير السلمي» وسليم خيربيك (وهما معارضان من الداخل)، إضافة إلى أمينة اوسو وعباس حبيب ورندة قسيس ونمرود سليمان. وبعدما تبلغت موسكو ومكتب دي ميستورا رفض رئيس «المنبر الديموقراطي السوري» سمير العيطة وريم تركماني الانضواء في «القائمة الروسية»، تضمنت القائمة المعدلة بدلاً منهما اسمي جهاد المقدسي وإلهام أحمد. وأضاف جميل، المقيم في موسكو، في رسالته إلى دي ميستورا، أن ال 15 اسماً هم «من المدعوين أو المشاركين في منتدى موسكو-1 وموسكو-2 (بداية العام الماضي) للمشاركة في مفاوضات جنيف مع وفد الحكومة السورية المقررة في 25 الجاري بناء على أساس قرار مجلس الأمن 2254 ووثائق فيينا وبيان جنيف للعام 2012». ودعمت موسكو هذه القائمة بموقف سياسي طالب بتمثيل «القائمة الروسية» في مفاوضات جنيف بالعدد والصلاحيات والمرجعية المنفصلة ذاتها في مفاوضات جنيف بدل خيار سابق قام على أساس إدخال بعض الاسماء إلى قائمة وفد الرياض. في المقابل، عقد المنسق العام لهيئة التفاوض رياض حجاب مؤتمراً صحافياً في الرياض في ختام اجتماع الهيئة وقال إن «المفاوضات تقتصر على من رأت الهيئة انه يمثل وفدها فقط... نسمع أن هناك تدخلات خارجية وتحديداً تدخلات روسية ومحاولاتها لزج أطراف أخرى في وفد الهيئة»، مؤكداً أن «موقفنا واضح ولن نذهب للتفاوض اذا ما تمت إضافة وفد ثالث أو اشخاص»، مشدداً على وجوب أن تقترن المفاوضات برفع الحصار ووقف القصف لا سيما الغارات الروسية. وفي ختام اجتماعها في العاصمة السعودية، أعلنت الهيئة التفاوضية وفدها من 17 عضواً بينهم خمسة من العسكريين في «الجيش الحر»، هم محمد مصطفى علوش من «جيش الاسلام» واحمد الحريري وعبدالباسط الطويل ومحمد العبود وأسعد الزعبي، إضافة إلى جورج صبرا وسهير اتاسي وهيثم المالح من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وخلف الداهود وعبدالمجيد حمو واليس فرج من «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» وجمال سليمان من «مؤتمر القاهرة» (انسحب لاحقاً من الوفد) وفؤاد عليكو من «المجلس الوطني الكردي» ومحمد عطور وبسمة قضماني ونذير الحكيم ومحمد صبرا من المستقلين. واللافت، انه تمت تسمية العميد اسعد الزعبي رئيساً للوفد، وجورج صبرا نائباً له، ومحمد علوش ممثل «جيش الاسلام» كبير المفاوضين، ما اعتُبر رداً على اغتيال مؤسس وقائد «جيش الاسلام» زهران علوش بغارة يعتقد انها روسية على الغوطة الشرقية في دمشق بعد أيام من موافقة «جيش الاسلام» و14 فصيلاً آخر على الحل السياسي التفاوضي وبيان المؤتمر الموسع للمعارضة في الرياض يومي 9 و10 الشهر الماضي. وكانت موسكو أعلنت أن «جيش الاسلام» و «أحرار الشام الاسلامية» تنظيمان «ارهابيان» ورفضت مشاركتهما في المفاوضات، في دعم لموقف الحكومة السورية في رفضها الجلوس إلى طاولة يشارك فيها «أي من ممثلي الفصائل المقاتلة» المسماة «إرهابية». واقترح فريق دي ميستورا سابقاً ان تجرى المفاوضات في شكل غير مباشر في حال شارك ممثلو الفصائل المقاتلة لبحث أمور وقف النار ومكافحة الارهاب وأن تجرى المفاوضات في شكل متواز لبحث ملفي العملية السياسية وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية من جهة وتحقيق الأمن ومكافحة الارهاب من جهة ثانية. وقبل لقاء كيري - لافروف، كان الانقسام كبيراً بين موقفي الطرفين، إذ ان واشنطن تمسكت في أن تمثل «قائمة الرياض» وفد المعارضة الذي سيفاوض وفد الحكومة مع ترك الباب مفتوحاً لاحتمال أن يحضر ممثلو «القائمة الروسية» إلى جنيف لإجراء استشارات مع أطراف سورية سواء الحكومة أو المعارضة، بعدما كانت منفتحة على فكرة ضم شخصيات من «القائمة الروسية» إلى «قائمة الرياض» بعد القبول بالمرجعية السياسية لمؤتمر الرياض القائمة على تطبيق «بيان جنيف» لتشكيل هيئة حكم انتقالية. ووافق مسؤولون أميركيون على احتمال الانخراط مع «الاتحاد الديموقراطي الكردي» برئاسة صالح مسلم - الذي تعارض تركيا وفصائل معارضة ضمه إلى وفد المعارضة في جنيف - «في مرحلة لاحقة لدى البحث في مستقبل سورية، لأن للأكراد قوة على الأرض»، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» التابعة ل «الاتحاد الديموقراطي». أما موسكو، فكانت متمسكة برفض أي وجود ل «ارهابيين» في وفد المعارضة، اضافة إلى اقتراح «حقوق متساوية في العدد والصلاحيات» لأعضاء «القائمة الروسية» وتكليف المبعوث الدولي بتشكيل «وفد المعارضة» من مؤتمرات الرياضوموسكووالقاهرة ل «توفير أوسع تمثيل ممكن للسوريين في العملية السياسية». وقال مسؤول غربي ل «الحياة» أن الجانب الروسي «صعّد في شكل غير مفهوم موقفه وان دي ميستورا ترك مصير مؤتمر جنيف في أيدي كيري ولافروف»، لافتاً إلى انه في حال «تنازل كيري لشروط لافروف فإن دولاً اقليمية لن تقبل بذلك وسيواجه مؤتمر جنيف عقبات أخرى تتعلق بأمور أخرى تتعلق بالضغط على النظام اتخاذ اجراءات حسن نيات والتفاوض الجدي». وتابع المسؤول: «في حال لم يعقد مؤتمر جنيف في موعده، فان الفترة المقبلة ستشهد تصعيداً على الأرض، وفي حال عقد المؤتمر من دون افق جدي للتفاوض، على الجميع ان ينتظر حوالى سنتين كي تلوح في الأفق فرصة ثانية للمفاوضات»، في اشارة إلى موعد تشكيل الادارة الأميركية الجديدة فريقها وبدئه العمل في منتصف العام 2017. وبينما كان مبعوثو دول «أصدقاء سورية» وممثلو الحكومة السورية وقائمتا موسكووالرياض ينتظرون نتائج لقاء كيري - لافروف، اتخذت الوفود اجراءات احتياطية وحجزت في ثلاثة فنادق في جنيف: واحد لوفد الحكومة وثان لوفد «قائمة الرياض» وثالث ل «القائمة الروسية». وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إن المنظمة الدولية ستوجه الدعوات للمحادثات «عندما تتفق الدول التي تقود العملية حول من ستوجه لهم الدعوة من المعارضة». وترددت أنباء عن احتمال الدعوة إلى اجتماع جديد ل «المجموعة الدولية لدعم سورية» بمشاركة 17 دولة كبرى واقليمية، في حال الفشل في تحقيق تقدم.