أعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس مؤسسة تراث الخيرية الأمير سلطان بن سلمان تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة، الذي صلى فيه الملك عبدالعزيز، كما أعلن إنشاء صندوق لترميم المساجد التاريخية في مدينة جدة وتكفله بترميم مسجد الخليفة الراشد عثمان بن عفان صدقة عن والدته الأميرة سلطانة السديري. وأكد الأمير سلطان خلال كلمة ألقاها ليل أول من أمس، لمناسبة افتتاح مسجد الشافعي التاريخي بجدة التاريخية، الذي تكفل بنفقات ترميمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الدور التاريخي الذي يؤديه المسجد في تعزيز أواصر التلاحم والألفة والوحدة، إضافة إلى العبادة وإقامة شعائر الله عز وجل، فهو يشكل هوية المسلم. وتطرق إلى جهود مؤسسة التراث الخيرية التي عملت بشكل وثيق مع وزارة الشؤون الإسلامية منذ أكثر من 27 عاماً في حصر المساجد التاريخية وإنجاز الدراسات التطويرية لهذه المساجد، مشدداً على أن الهيئة تعمل بشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية على تطوير أواسط 35 مدينة، وسيكون المسجد هو قلب هذه المشاريع التطويرية لما له من أهمية بالغة. من جهته، أعلن وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله خلال كلمته التي ألقاها، البدء في مشروع ترميم مسجد المعمار من غرة شهر رمضان المبارك، مقدماً شكره لجهود الأمير سلطان بن سلمان في مجال الاهتمام بالآثار والتراث الإسلامي ومتابعته الحثيثة لأعمال ترميم مسجد الشافعي. ويُعَد «المسجد العتيق» أحد أهم المساجد في جدة التاريخية والمملكة، كما أنه يُعَدّ أحد مشاريع البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية، الذي تُنَفّذه مؤسسة التراث الخيرية، بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والهيئة العامة للسياحة والآثار. ويقع المسجد التاريخي العتيق في حارة «المظلوم»، وتنبع أهمية المسجد من كونه أحد أهم المواقع التاريخية في المدينة، إذ يحكي واقع الإسلام قبل 1400 عام باستخدامه المواد التقليدية في عملية البناء، المكونة من الطين البحري والحجر المنقبي والأخشاب، وهي من المواد الأساسية التي كان سكان جدة يعتمدون عليها بحكم طبيعة الأجواء. وتشير المصادر إلى أن إقامة المسجد كانت في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأن أول عمارة رئيسة للمسجد حدثت في عهد السلطان المظفر شمس الدين يوسف. وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان أعلن عن مشروع ترميم المسجد العتيق «مسجد الشافعي» أثناء زيارته لجدة التاريخية، على هامش فعاليات ملتقى التراث العمراني الأول، الذي أقيم مطلع عام 1433 بجدة. وبدأ مشروع ترميم المسجد قبل نحو ثلاثة أعوام، على نفقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي أمر بتحمل تكاليف مشروع الترميم من خلال مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأعمال الإنسانية، وقامت مؤسسة التراث الخيرية بأعمال الترميم ضمن مشاريع البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية الذي تنفذه المؤسسة بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والهيئة العامة للسياحة والآثار.