دعا مجلس المطارنة الموارنة «الكتل السياسية والنيابية اللبنانية إلى سلوك المخرج الوحيد من هذه الأزمة المصيرية، بالجلوس معاً والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية يكون على مستوى حاجات البلاد»، مطالباً إيّاها ب «تحمّل مسؤولياتها الوطنية والتحرّر من ربط مصير البلاد بمصالح الخارج، والاحتكام إلى موجبات الدستور». ورأى أن «الواقع أثبت أن لا بديل من رئيس الدولة رمز الوحدة، والساهر على احترام الدستور والحفاظ على استقلال لبنان وسلامة أراضيه». ونبّه المجلس في بيان بعد اجتماعه الشهري في بكركي أمس، برئاسة البطريرك الماروني بشاره الراعي، من «التصعيد الخطير في اللهجة والمواقف وبعض الممارسات، الذي ساد الساحة اللبنانية في الفترة الأخيرة بتأثر من النزاع المذهبي الحاصل في المنطقة، والتصدع الذي يصيب الحكومة، ويجعلها عاجزة عن معالجة أبسط الأزمات السياسية والمعيشية والبيئية». واعتبر أن «هذا كله إن دل على شيء، فعلى حال الانشطار الذي يصيب الدولة، التي باتت سياستها رهينة التمزّق السياسي الحاصل، بغياب المرجعية». ونبّه «من احتمال هبوط لبنان في الفراغ المؤسساتي الكبير». وشدّد على «ضرورة إبقاء الجيش وسائر القوى الأمنية بعيداً من التجاذبات السياسية وصراع الأفرقاء، لأن المساس بهذه المؤسسات لا تحمد عقباه، بعدما كلّفت لبنان الكثير من الجهد والتضحيات حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من قدرة وجاهزية، وباتت رمزاً وحماية لوحدة البلاد وسيادتها»، مشيراً إلى أن «دعم هذه المؤسسات على كل الصعد، واجب وطني لدى كل من يريد لبنان الآمن والمستقر». الى ذلك، سأل الرئيس السابق ميشال سليمان: «لماذا لا يعتصم النواب في المجلس ولا يخرجون إلا بعد انتخاب رئيس للجمهورية ولو بنصاب النصف زائداً واحداً؟ فالوقت حان لانتخاب الرئيس». وقال في تغريدة عبر «تويتر»: «حاسبهم يا شعب لبنان لأن نواب الأمة يدرون ماذا يعطلون». وكان سليمان سأل خلال اجتماع كتلته الوزارية أمس: «ألا يكفي وجود 73 نائباً لإقناع المعطّلين بضرورة العودة عن تعطيلهم للحياة البرلمانية الدستورية، وما هي الفائدة الوطنية من الإمعان في تعطيل انتخاب الرئيس؟». واعتبر أن «هذا ما يضع البلاد على شفير الانهيار، في ظل التجاذب وعدم إطلاق يد مجلس الوزراء لتسيير شؤون الناس، ما جعل لبنان أشبه ب «مطمر كبير»، وأعاد السياسة الخارجية إلى نقطة الصفر، وجعل الأمن رهينة مزاجية بعض القوى، والاقتصاد في أدنى مستوياته، والسياحة في خبر كان، ووضع الانتشار اللبناني في مواجهة المجهول المخيف». وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل بعد لقاء الكتلة «أننا تداولنا في ما سيطرح خلال جلسة مجلس الوزراء غداً (اليوم)، والقضايا المثارة راهناً». وتحدّث عن أن «تعيين مدير المخابرات، يقترحه قائد الجيش ويدرس في المجلس العسكري وبعد موافقته يرفع إلى وزير الدفاع الذي يعود إليه إما التوقيع على اقتراح التعيين أو يطلب اقتراح اسم آخر، وهذا ما حصل».