دعت المعارضة الجورجية أنصارها للنزول إلى الشارع والعصيان المدني امس، بعدما اصيب عدد من قادتها وعشرات آخرون خلال اشتباكات مع الشرطة في تبليسي، فيما اعتبرت موسكو أن القيادة الجورجية «جرّت حلف شمال الأطلسي الى تصفية حسابات داخلية مع المعارضة». وقالت مصادر المعارضة إن الشرطة استخدمت الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا أمس، أمام مقر الشرطة الجورجية للمطالبة بالإفراج عن زملائهم. وكانت اشتباكات عنيفة وقعت بين متظاهرين طالبوا باستقالة الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي وعناصر الشرطة التي منعت وصولهم الى مقرات حكومية تحسباً لقيامهم بمحاصرتها وعرقلة الوصول إليها. واتهمت وزارة الداخلية الجورجية المعارضة بمهاجمة أفراد الشرطة الذين اصيب 6 منهم بجروح خطيرة. وقام المحتجون بإغلاق الطرق المؤدية إلى مكان الاشتباك. وقالت نينو بورجانادزه رئيسة البرلمان الجورجي السابقة وزعيمة الحركة الديموقراطية المعارضة إن الشرطة الجورجية تقوم باعمال استفزازية وتعمل ما في وسعها لزيادة التوتر في صفوف المعارضة. وأوضحت أن الصدامات بدأت بعد تلقي المعارضة معلومات تفيد بأن السلطات الجورجية اعتقلت 3 من انصارها الذين تعرضوا للتعذيب على أيدي رجال الشرطة. لكن الشرطة عملت على إثارة التوتر بين الجمهور مما أدى الى إندلاع الاشتباكات بين الطرفين. في غضون ذلك جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على موقف بلاده في معارضة مناورات عسكرية بدأها حلف شمال الأطلسي في جورجيا أول من أمس. وقال لافروف في حديث لوسائل إعلام أميركية إن المناورات بالإضافة إلى كونها تشكل تهديداً لأمن روسيا فهي في الوقت ذاته توجه رسائل خاطئة إلى ساكاشفيلي لأنها تقدم دعماً له في مواجهة المعارضة الداخلية، واعتبر الوزير الروسي أن ساكاشفيلي سعى إلى جر «الأطلسي» الى الدخول على خط المواجهة مع المعارضة واستخدامه «لتصفية حسابات داخلية» . واضاف لافروف أن ما يجري يؤكد «صحة الموقف الروسي لأن المناورات الحالية أسفرت عن تصعيد التوتر في منطقة القوقاز».