وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الجزائر أمس، حيث ناقش ملفات ليبيا وسورية وتطور سوق النفط الدولية، في وقت يحتاج الجانب الجزائري إلى الدعم الروسي لموقفه من الأزمة الليبية، نظراً إلى «التوافقات المحدودة» التي تم التوصل إليها بين الجزائر ودول فاعلة في الملف، كفرنسا والولايات المتحدة. وذكرت الخارجية الجزائرية أن لافروف ناقش مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة مسائل إقليمية، بخاصة الوضع في كل من ليبيا وسورية، ومكافحة الإرهاب وتطور سوق النفط الدولية. وقال مراقبون جزائريون إن الجزائر كانت بحاجة ماسة إلى دعم روسي في موقفها من ليبيا تحديداً، لذلك كان واضحاً أن السلطات الجزائرية أحاطت زيارة لافروف بأهمية بالغة. وقال الوزير الروسي في مستهل جلسة المحادثات بمشاركة وفدي البلدين: «إنها فرصة مناسبة لنبحث ما يمكننا أن نفعل سوياً لندعم الجهود الدولية الرامية إلى تسوية النزاعات ومحاربة الخطر الإرهابي». ويُذكر أن هذه هي زيارة لافروف الخامسة إلى الجزائر منذ عام 2015. وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أوضحت أن محادثات لافروف في الجزائر ستركز على مواضيع التعاون في مجال الطاقة ولاسيما التشاور حول الوضع في أسواق النفط العالمية، إضافة إلى التنسيق بين البلدين في محاربة الإرهاب. وأضافت زاخاروفا أن الجانبين الروسي والجزائري سيتناولان أيضاً المسائل المحورية للعلاقات الثنائية وآفاق تعزيز التعاون في مجالات الطاقة وتشييد منشآت البنية التحتية، والتكنولوجيا الابتكارية كما يُتوقَّع أن تتطرق المحادثات إلى سير التسوية لأزمة سورية، بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ السبت الماضي. وسبق وصول لافروف إلى الجزائر، زيارات دبلوماسيين عرب ودوليين، أبرزهم وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري ووزير الدولة الأميركي للشؤون السياسية توماس شانون. وأفاد مقربون من الحكومة بأن هذه الزيارات تطرقت إلى 3 ملفات بارزة هي: ليبيا وسورية ومحاربة «داعش». وكان لافروف صرح قبل وصوله إلى الجزائر أنه «لا تمكن مكافحة الإرهاب بشكل فعال إلا بالتعاون مع المنسق المركزي المتمثل بالأمم المتحدة». وأضاف: «من الضروري وضع الطموحات والخلافات جانباً والتحالف من أجل القضاء على الجماعة الإرهابية مثل داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة التي وجهت تحدياً للحضارة الإنسانية». وأشاد لافروف بوضع آليات لتسهيل تبادل المعلومات بين البلدان التي كانت ضحية للإرهاب مثل الجزائر وروسيا. وقال: «نقدر بشكل إيجابي التعاون القائم بين الإدارات الروسية والجزائرية»، مشيراً إلى تشكيل مجموعة عمل وزارية مشتركة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة منذ 5 سنوات. وأضاف: «أنا على يقين من أن عملنا المشترك مع الشركاء الجزائريين في سبيل مكافحة الإرهاب من شأنه أن يشكل سنداً نفعياً للجهود المشتركة للمجتمع الدولي». إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الجيش الأميركي غير ضالع في الضربات الجوية التي حصلت أول من أمس ضد موكب اشتُبه في أنه يقلّ مسلحين من تنظيم «داعش» قرب بلدة بني وليد الليبية.