أكد معارضان سوريان بارزان أن المستفيد الأول من «الهدنة السورية» التي أعلنها وزير الخارجية الأميركي جون كيري أول من أمس (الأحد) هو «النظام السوري»، وشكّكا في جدية «روسيا» في الوصول إلى حل موقت بشأن تنفيذ هدنة موقتة في سورية. جاء ذلك بعد بدء الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية اجتماعاً أمس (الإثنين) بالعاصمة السعودية الرياض، لبحث الهدنة الموقتة التي تعمل واشنطن وموسكو على تنفيذها في سورية، إذ كانت المعارضة السورية وافقت مبدئياً على هدنة موقتة، شريطة تنفيذها بوساطة وضمانات دولية. وقال رئيس الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد في تصريح ل«الحياة»، إن المعارضة السورية لا تتوقع شيئاً جديداً سليماً مع روسيا أو النظام، «لا نتوقع شيئاً جديداً حالياً، لكن الاستعدادات مطلوبة لأي مرحلة مقبلة والتعاطي معها بشكل يفيد الثورة وسورية». وأضاف العقيد الأسعد: «أثناء مناقشة أميركا وروسيا آلية إيقاف إطلاق النار في سورية كانت الطائرات الروسية لا تزال تقصف المستشفيات والجوامع والمدارس، لا شيء واضحاً حتى الآن، لكن المستفيد الأول من هذه الهدنة هو النظام، إذ إنه وضع الخطة ويسير عليها، وهو يستغل أيضاً المؤتمرات السابقة ليتقدم نحو مناطق محددة ويستولي عليها، والنظام اليوم بعد ما استكمل حصار حلب يطالب بإيقاف النار». من جانبه، أكد مساعد رئيس هيئة الأركان قائد جبهة حمص العقيد ركن فاتح حسون ل«الحياة» أن الهدنة من مصلحة قوات النظام «المهلهل» حالياً، على رغم التقدم الذي حققه أخيراً جراء القصف الهمجي للطيران الروسي الذي وضع كل طاقته فيه. وتابع حسون: «يفترض أن الهدنة، في حال التزم الروس والنظام والميليشيات بها، ستزيل القصف الجوي المطبق على المدنيين، وتسمح بدخول مساعدات للمناطق المحاصرة، لكننا في حاجة إلى طرف دولي ضامن لعدم خرقها من النظام وميليشياته وأطراف مراقبة لسير الهدنة». واستطرد: «هذا الضمان لن يحصل غالباً، بسبب عشوائية وعدم التزام الميليشيات التي استجلبها النظام للقتال في سورية، ولا مركزية قرارها». وأبان أنه في حال طبقت الهدنة، فإنها ستنتهي من النظام أو الروس أو الميليشيات حتماً، «نحن بوصفنا الجيش الحر ملتزمون بقرار الهدنة في حال جدية النظام وأوصيائه والتزامهم بوقف القصف الجوي بالبراميل وغيرها، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وإدخال المساعدات، أما في حال خرق الهدنة أو عدم الاتفاق على تطبيقها فسيكون ردنا عنيفاً». وقال: «طرحنا هذا الاحتمال على جهة دولية مثل أميركا، ما هو رد فعلها في حال عدم التزام النظام، فكان ردهم بأن رد الفعل سيكون الانتقال إلى الخطة «ب»، التي ألمحوا إلى وجودها في أحد اجتماعاتهم السابقة أثناء تسويقهم للهدنة»، مشيراً إلى أن التشكيلات العسكرية تنتظر مخرجات اجتماعات الهيئة العليا للتفاوض حول الهدنة والجارية في الرياض، وستدعم القرار مهما كان. وكانت الهيئة العليا للمفاوضات السورية عقدت أمس (الإثنين) اجتماعاً طارئاً في الرياض، لبحث الهدنة المحتملة، وتوافر الضمانات اللازمة لنجاحها، وقال رئيس الهيئة العليا رياض حجاب إنه سيبحث مع أعضاء الهيئة آخر ما تم التوصل إليه بشأن الهدنة والمفاوضات، كما ستجرى اجتماعات ثنائية بين الهيئة وممثلين عن دولٍ غربية.